"مرايا الذات"

34 27 4
                                    


كل ليلة، يعكس صدى الوحدة في جدران غرفتي المظلمة. الصمت يصبح صاخبًا، وأفكاري تتراقص في الهواء كأوراق خريفية تتطاير. كنت أمام مرآة حياتي، وكل مرة أنظر فيها، تعكس لي الحقائق المؤلمة.

في تلك اللحظة، شعرت بتحمل ثقل لا يوصف على قلبي. بدأت ألمس جروحي القديمة بخجل وألوم نفسي عن كل شيء. لم يكن الحب هو المذنب، بل كنت أنا الذي فسد بريقه وجعله يتحول إلى كابوس.

تناثرت الذكريات أمامي كالصور على لوحة قديمة. لحظات السعادة والحنان كانت تتبدد أمام عيني، لتظهر بدلاً منها لحظات البغض والألم. كانت الحقيقة تصطدم بي وتعاود ضرب قلبي بقوة.

وأخيرًا، أدركت أن الشخص الوحيد الذي كان يجعل حياتي معقدة كان أنا ذاتي. كنت أشكو وأتهم الآخرين، وفي النهاية، أنا الذي خلقت العتمة في حياتي. كان الحب هو الطريق، ولكنني اخترت السير في ممرات مظلمة.

بدأت الكتابة تكون ليس فقط وسيلة للتعبير، بل أيضًا وسيلة للشفاء. كانت الكلمات تنساب كالدموع على ورقة الحياة، تمحو الألم وتجعلني أرى بوضوح. كانت الحقيقة صعبة، ولكنها كانت الخطوة الأولى نحو التحول.

في تلك اللحظة، شرعت في فهم أن لا يمكنني تغيير الماضي، ولكن يمكنني بناء مستقبل جديد. كان عليّ أن أحمل مسؤولية أفعالي، وأن أعيش بصدق وشفافية. كان ذلك الوعد الذي قطعته لنفسي.

وهكذا، بدأت الرحلة نحو الشفاء الحقيقي. لم أكن أعلم ما إذا كنت سأصل إلى نهاية هذا النفق المظلم، لكنني كنت مستعدًا لمواجهة ما يأتي. الآن، بدلاً من اللوم والانكسار، أصبحت أحمل مفتاح الأمل والتحول.

فصل الأملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن