4: آرمي - Army

105 27 13
                                    

*لا أريد أن أحبك، أنت تؤذيني
ولا أود أن أؤذيك.. أنت تحبني*

بعدما قابل وجه جونغكوك وجهه الفتاة نفسها للمرة الثانية وفي نفس اليوم، لم يقلقه هذا بقدر ما أقلقه أنها من بين فتيات العالم ستكون هي جارته بيتها يقابل بيته ووالدتها هي الصديقة المقربة لوالدته.. وهذا إن كان يعني شيئاً، فهو يعني أنه ليس هناك لقاء مرة ثانية فقط بل هناك مرة ثالثة رابعة وخامسة.. وعند هذه الفكرة سعل جونغكوك بشدة يتمالك أنفاسه .. مما آثار انتباه والدته فالتفتت تلقائيا للباب ولمحت ابنها متصنم مكانه وكأنه رأى شبحاً وليس فتاة.. 

"جونغكوك هل أنت بخير.؟"

سألت ليونا عن حاله بصوت عالي واكتفى هو برفع إبهامه يشير لها أنه بحالة جيدة.. وربما حالة جيدة لن تدوم طويلاً.. لدى عند اسيعابه أن تصرفه قد يبدو واضحاً أكثر من اللازم،
لاح جونغكوك أعينه للفتاة بسرعة ليجدها تقف أمام باب منزله دون القيام بأي حركة....ثم ابتعد يصنع لها طريقاً..

تقدمت هي أولاََ تسبقه ثم  تبعها هو بخطوات متباطئة ويكاد يفقد صوابه...

كانت لحظات حتى جلست الفتاة في الكرسي الشاغر المتواجد بجانب والدتها.. وعاد هو ليجلس مكانه ينظر إلى صحنه بتمعن كما لو أنه هو الملجأ الوحيد ليهرب من ملامحها..بعدها حل صمت رهيب لم تقطعه سوى سيونا تردد بسرور..

"هذه هي طفلتي.. إسمها آرمي"

فور قولها لذلك ظهرت لمعة حماس في أعين ليونا مما دفعها لتجيب بابتهاج.. :

"يا إلهي إنها جميلة جداً.. واسمها يمدُّني بالطاقة لمجرد نطقه"

ابتسمت المعنية بالكلام .. وظهرت علامة خجل واضحة على خدودها، وبالطبع ليونا كانت صريحة والمدعوة آرمي كانت جميلة جداً..

فتاة بأعين بنية داكنة.. شعرها يميزه لونه البني  المتناسب مع لون أعينها....رموشها منسدلة طويلة...وحتى لون بشرتها مميز يجمع  بين البياض والسمار.. في حين ملمس وجنتيها كان يبدو طازجاً كالبشرة التي يمتلكها الأطفال... باختصار لقد كانت من كل النواحي تبدو جميلة..

ومظهرها زادها جمالا.. كونها اختارت لهذه الجلسة ثيابا مناسبة أين كانت ترتدي تنورة قصيرة باللون الأبيض مع سترة ذات ياقة مرتفعة باللون الأبيض كذلك.. رفقة جاكيت من الجلد باللون الأسود جعل مظهرها يبدو متناسقاً...
في حين تركت شعرها البني منسدلاََ يغطي ضهرها بالكامل..

وربما هناك شخص ما على نفس الطاولة لم يزح نظره عنها منذ جلوسها على مائدة الطعام ..، بينما هناك شخص آخر يحشر وجهه في صحنه يرفض النظر إليها ..

الوضع كان متوتراً حتى تحدثت ليونا مجدداً تنقد الموقف وتقول باستبشار  مخالف للجو الصامت الذي غطى المكان..

فقط من أجلك - Just for youحيث تعيش القصص. اكتشف الآن