16: هل سأفقدك؟

34 16 1
                                    

* نعرف أن الأسئلة كانت قاسية
عندما نطرحها على أنفسنا وننكر الجواب *

شتاء كانت تمطر دون موعدها.. ومشاعر تتطلب العديد ليتم تصليحها.. لا قلب لدينا على مايرام وكيف يكون كذلك ونصفه بعيد..

في غرفة معتمة لا ضوء تسلل فيها كان آزاد يجلس أرضاََ.. شعره الأسود مبلل قليلاََ وأعينه شبه ميتة.. ملابسه كانت سوداء لا بياض فيها وكذلك قلبه ومشاعره...

لقد كان محقاََ.. دخوله عالم كهذا سيكلفه الكثير.. وسيأخذ منه الكثير لكن الغريب في الأمر أنه لا يشعر بأي شيء.. لقد خسر عدة أشخاص من الذين شارك العمل معهم... ويعلم أنه لا يزال سيخسر المزيد.. لكنه لا يشعر بأي شيء... أيعقل أن يكون هذا طبيعياََ.. أم أن الفقدان شعورٌ تعوّد عليه..

كل أسئلته لم يكن لها جواب... كانت فقط تحوم حوله كشياطين غير مقيدة تنتظر الفرصة أين ستطعنه...
وكذلك فعلت اليوم..

***

على مائدة الطعام التمت سيونا وآرمي.. لكن على ما يبدو وحدها سيونا من كانت مستمعة بوجبتها بينما آرمي لم تفعل.. وذلك دفعها الأخرى لتتساءل  بحنان واضح في نبرتها..

"آرمي لما لا تأكلين.."

"لا أشعر بالجوع"

"ما بك يا فتاة لقد نحفتِ كثيراََ.. تتناولين وجبة واحدة كل
يوم أتريدين تخريب حياتك.. لقد علمت أنك تتغيبين عن حصصك ولا تحضرين صف الدراسة الذاتية.. هل هكذا تخططين لمستقبلك.."

رمت سيونا بكل ما يزعجها في وجه آرمي غير مستوعبة كمية الأذى التي تلحقها بطفلتها.. وإستجابة لذلك نهضت آرمي من مكانها تغادره وتقصد غرفتها لتختلي بنفسي.. هي بحاجة للبكاء.. لا للأكل ولا للدراسة .. فلا شهية عندها وقدرتها لا تكفي لحمل ملعقة ..

لكن صوت والدتها مجدداََ استوقفها وهي تقول بحدة..

"لا تنسي اليوم دورك في جلي الصحون.. كذلك غدا استيقظي بنفسك.. مناوبتي الليلية في المشفى ستكون  اليوم ولن أعود حتى مساء الغد .. آرمي لا تفتعلي أي مشاكل.. ولاتغادري عتبة المنزل إلا للمدرسة أو التدريب.."

كان رد آرمي الصمت فقط.. لم تقصد تجاهل والدتها لكنها
لم تستطع الرد على كلامها.. ومن ثم اتجهت للأعلى بصمت حيث سترتاح بمفردها..

وصلت آرمي غرفتها ودخلت تغلق الباب خلفها.. هي مرتاحة هكذا وضغط والدتها لا يغير شيئاً في مزاجها سوى أنه يزيده سوءً...

في الأيام الأواخر بدأت آرمي تشعر بألم ما في معدتها.. لكن السيء في الوضع أن ذلك الألم كان يزداد يوما بعد يوم.. وبدل الذهاب إلى الطبيب قررت أن تقاومه فقط.. أحياناََ تشك أن ذلك الألم قد يتضاعف أكثر بسبب القولون العصبي.. لكن ما عساها أن تفعل سوى التحمل..

فقط من أجلك - Just for youحيث تعيش القصص. اكتشف الآن