17: الجدة تْسُونَدا

23 13 1
                                    

* بُعدك يؤذيني لكن قربكَ أصبح قاتل *

إنه بالفعل يونيو... لطافة بداية هذا الشهر باتت غريبة.. حيث الجو يدسُّ الحماس في جيوب الجميع ... والحرارة بدأت ترتفع رويدا رويدا..

المطار الرئيسي كوريا الجنوبية

كانت سيونا وآرمي تقفتا إلى جانب بعضهما بابتسامة مزيفة متقنة يصعب تمييزها.. وهن الآن في انتظار وصول الجدة اللطيفة تْسُونَدا..

كانت ساعة من الانتظار حتى ظهرت هيئة الجدة بثايابها الأنيقة الرسمية..تْسُونَدا هو اسمها هي امرأة واثقة في مشيتها ورغم تقدمها في السن كانت هالتها مميزة .. لكن الصدمة كانت لمن كان خلفها لأنه بالفعل لفت كل الأنظار لناحيته ..

رجل وسيم طوله مميز بين الجميع هناك .. يبدو جديا ورسميا ويمسك بيده طفل صغير يشبهه في كل إنشٍ منه.. اللعنة جاءت رفقة حاكم الأوسَكا...تاداو يوري تناكا..

وقفت الجدة بملامحها الجادة بجانب حفيدها الأول وابنه الصغير .. وبسرعة تفحصت حفيدتها الثانية ووالدتها من الأعلى إلى الأسفل بنظرة مستصغرة.. وبابتسامة راضية نظرت لآرمي توجه كلماتها لها متجاهلة سيونا بالكامل..

"لقد كبرتِ يا فتاة.."

قالت الجدة هذا في حين كانت الحفيدة وأمها مشغولتين بالتحديق في الحفيد خلفها.. سيونا تقسم أن قلبها انفطر لجماله هذا.. وكأنه مرسوم بعناية لدرجة إن رأت خطأ فيه سيكون في أعينها لا محال..وآرمي فقط شردت لوهلة تحفظ ملامحه التي غابت عنها لسنوات..

وبنحناءة احترام انحنى المعني وبصوت باح ثقيل تكلم بكورية متقنة.. ليكسر الصمت ويشتت الإنتباه عنه قليلاََ..

"مرحبا سيدة سيونا.. مرحبا آنسة آرمي.."

بادلته كل من سيونا وآرمي الإنحناء باحترام.. ثم قطع جو الاحترام ذاك صوت الجدة تقول..

"لنغادر بدأت أشعر بالنفور من وجوهكم"

نعم هذه البداية .. هي شعرت بالنفور بعد دقائق فقط من لقائهم.. ولحد علمكم هذا أكثر شيء لطيف ستقوله في وجود سيونا ..

***

في المشفى وهذه المرة في غرفة واسعة ذات زجاج شفاف يكشف عن الطبيعة الخضراء المرافقة للمكان.. كانت هانا ترتدي ثيابها الطبية شعرها القصير والذي غيرت لونه للأشقر أصبح جذابا أكثر .. أعينها الأحادية كانت عسلية وزاد جمالها تحت أشعة الشمس الصباحية.. وما كان يميزها أكثر هو نمشُها الخفيف الذي يغطي نصف وجهها بشكل لطيف..

في المقابل كان آرام يجلس في الكرسي أمامها.. ثيابه كانت باللون الأسود ما عدا جاكيته الذي كان باللون الأبيض العاجي.. شعره كان مسرحا بطريقة منظمة جاعلا إياه يغطي جبهته بالكامل...

فقط من أجلك - Just for youحيث تعيش القصص. اكتشف الآن