3: مرة أخرى

98 29 3
                                    

*أتظن أنك ستحارب الماضي
جرب المرور بجانبه وستريك الذكريات*

ابتعد جونغكوك عن الفتاة الغريبة بخطوات متسارعة.. يحاول لمَّ شتات نفسه الذي ضاع وهو يتمعن في ملامحها التي تشعره بالغثيان...

لقد شعر أنه ليس بخير بتاتاً.. ، ويستحسن له الذهاب إلى المنزل لأنه لا يتخيل نفسه يرى وجه هذه الفتاة الغريبة مرة أخرى.. وإن حدث ذلك سيغمى عليه هذه المرة دون أدنى شك...

رغبته في العودة للمنزل كانت كبيرة لكن ليس باليد حيلة... كون  قواعد والده في العمل صارمة وبسببها يجب أن يتمم عمله أولاً..لذا؛ عاد جونغكوك يتراجع للخلف بخطوة.. خطوتين... 3.... 4.... حتى توقف فجأة..

"عذراً... أنا آسفة على ما حدث سابقاً"

أغمض جونغكوك أعينه.. وأغلق على قبضته بعدما وصله صوتها وهي تعتذر عما حدث...  وبينما كان هو يعطيها بظهره في نفس الوقت كان يفكر  كيف سينظر لها الآن .. إن لم يلتفت ستظن أنه متكبر... وإن حاول تجنب النظر إليها ستحسبه خجول وهو لا يحب كليهما ..

وبعد تفيكر دام لعدة ثواني توصّل إلى فكرة واحدة.. وفضل أن تعتقده خجولا ألف مرة على أن تظنه متكبرا .. لذا إلتف وهو ينظر للأرض في حين يداه خلف ظهره.. يمثل أنه يشعر بالخجل ثم أجابها بصوت منخفض..

" لا عليك سأعيد ترتيبهم.. "

"يمكنني مساعدتك"

هذا ما قالته الفتاة تجعل من جونغكوك يتجمد مكانه.. وعبارة واحدة ترددت في ذهنه..

" كيف سأتخلص من هذه اللعنة البنية"

كان هاذا ما قاله جونغكوك سراً بينه وبين نفسه.. ثم أجابها بصوت كشف عن توتره بعض الشيء..

"عذرا سأغادر.. "

هكذا أنهى المحادثة بينهما ولم يجبها على ما قالته.. بصيغة أخرى لم يقبل مساعدتها.... وحينها فقط غادر وتركها تقف هناك للمرة الثانية بغير فهم.. هو لا يدري عن شعورها، لكنها خطر عليه... من الناحية النفسية طبعاََ...

***

10 والنصف مساءاً

لقد مرت تقريباً 8 ساعات منذ عودة جونغكوك إلى منزله.. ولا غرابة في الأمر إذا علمتم أنه طوال تلك المدة كان في غرفته وحيدا ََ وبعيدا عن ضجيج العالم...

لقد مر اليوم بسرعة وجونغكوك كان في غرفته فقط يفكر ويفكر لساعات طويلة لا يدري كم عددها.. أحياناً يعزف على الجيتار الخاص به وأحياناً يكتب شيئاً ما في مذكرته.. وكانت ساعتين حتى الآن وهو يقرأ كتابا من صنف كتبه المفضلة وبات على وشك إكماله ..

وبينما هو يقوم بذلك.. توقف فجأة يضع الكتاب جانباً، ثم نهض من مكانه وبخطوات ثابتة اتجه أين تتواجد شرفة غرفته .. ثم طلّ  يتأمل منظر السماء التي بدت صافية بشكل مريح للعين حيث بدأ الظلام يسود والنجوم تلمع واحدة تلو الأخرى ..

فقط من أجلك - Just for youحيث تعيش القصص. اكتشف الآن