11: كَوابِسي

73 21 6
                                    

*حبك قطعة من جحيم..
تأكل من روحي شيئاً فشيئا*
.
.
.

رغم أن الفصل هو فصل الربيع إلا أن الشتاء لا تغيب في زيارتها المتقطعة بين كل فينةٍ وأخرى.. وصادف أن اليوم كانت الغيوم غاضبة ودرجة سوادِها تدل على مدى ذلك.. بالضبط كما تدل أعصاب جونغكوك على غضبه..

تصرف آرمي الأخير كان بارداََ.. خاوياََ.. ومستفزاََ.. لقد نفرت منه دون توضيح.. ومنذ اليوم الذي نامت في منزله.. لم يرها تحضرُ لحصصها ولا حتى لزيارة والدته.. وذلك لم يعجبه بتاتا..
أن تقطع علاقتها دون توضيح..

ورفقة كل ذلك الكم الهائل من الأفكار الذي كانت تدور في ذهنه.. تحرك جونغكوك يمشي ذهابا وإيابا في الغرفة.. يداه
في جيوب سرواله الرياضي الذي كان باللون الرمادي الداكن..
في حين ظل جسده من الأعلى مكشوفاََ أين ظهرت بعض وشومه بوضوح والبعض الآخر غطت عليه المنشفة البيضاء الملتفة حول عنقه.. أما بعثرة شعره كانت لا تدل على شيء سوى إهماله لنفسه...

صوت رعد مفاجئ لفت انتباهه وجعله يخطو خطوات نحو شرفته.. وكونَ صوت الرعد من الأصوات المحببة إلى قلبه نظر جونغكوك للسماء وأغلق جفنيه يستمتع بالوضع..

كان جونغكوك شاردا يتأمل السماء في صمت تام للحظات ينتظر متى يفرض الرعد صوته مجدداً.. فعندما يتكلم الرعد ستستمع له حتى وإن لم ترغب في ذلك.. لأن صوته يصدح بقوة ..

ضجيج خفيف بالأسفل شتت تركيزه ودفعه ليخفض بصره.. ثم رأى شيئاً لطيفاََ... لكنه لم يحبه..

رفع جونغكوك خصلاته المتساقطة يعدلها واشتدت قبضته على يده دون وعي منه..رجفة صغيرة شعر بها في كلتا يديه.. وارتفاع حرارة طفيف احتل جسمه.. وإن كانت تدل هذه الأعراض على شيء فهي تؤكد على غضبه وسرعة تعكر مزاجه..

- "مالذي ينوي الوصل إليه هذا الغبي.. ؟"

تساءل جونغكوك عن هذا بصوت هاَمس يكاد لا يسمع ونظره يتتبع خطواتها واحدة تلوى الأخرى...

كانت آرمي تنزل من السيارة بعد أن فتح لها آزاد الباب
ثم وقفا معا لمدة دقيقة وخمس ثواني بعدها ابتسمت له وغادرت..

- "مالذي بحق الجميع يفترض بها أن تفعله مع أستاذها خارج نطاق الحصص الرسميه!"

تساؤله الثاني جاء بصوت أكثر ارتفاعا من سابقه.. لقد كان يعد الدقائق والثواني التي وقفا فيها أمامه معاََ.. ولم ينسى الأيام التي غابت فيها عن ناظره.. هو الذي تمنى ألا يراها مجدداً بات يعد الوقت التي تقضيه بعيدة عنه...

جونغكوك لا يزال نفس الشخص لكن المشاعر باتت مختلفة.. أهو مهووس بها أم أنه فضولي فقط.. هو حتى
لم يعد يعرف نفسه.. هو يعلم أن كل ما قضاه برفقتها
هو مجرد حصص مسائية لعنية.. وكل ما تحدث عنه
برفقتها هي دروس الفيزياء والرياضيات.. لكنه لا ينكر أن بعض المحادثات التي دارت بينهما كانت أطول مما فعل
قبل 8 سنوات..

فقط من أجلك - Just for youحيث تعيش القصص. اكتشف الآن