انتقام امرأة

انكشاف السر

كانت رفيقتها توبخها على فعلها الاحمق الذي سيخرب خطتهما لكن غيظ ماريا ارتفع وأجابت : لقد زاد غيظي حين نظر إلي بتلك الطريقة ، وخاطبني بتلك النبرة الودودة .. ذلك الحيوان ،كيف يطمع في صديقة حبيبته ؟ أردت أن أقفز في وجهه وأردت أن أشد شعره ، لا أستطيع أن أعامله بود .. قلبي لن يطاوعني

ـ ستتعلمين فعل ذلك مع الممارسة ، حاولي مجددا ستدعينه أنت على شيء ما في المرة القادمة

ـ لا أعتقد بأنه ستكون هناك مرة قادمة بعد أن تركته بذلك الشكل..

أمسكتها رفيقتها لتسحبها معها مرددة : سيكون خيرا ، سترين

خرجت صفية في المساء من الإقامة لتبتاع بعض الأغراض التي تحتاجها ، وما إن تجاوزت المخرج حتى سحبتها يد فجأة من ذراعها ، وألصقها صاحب اليد على الحائط خلفها ، فجعت ورفعت رأسها مرعوبة لتجد يوسف أمامها هو صاحب الجذبة ، ولم تستطع أن تتساءل وهو يمسكها بهذه الحدة لأنه كان يرمقها بنظرة باردة مخيفة ، حاولت أن تسحب ذراعها لتبتعد عنه غاضبة غير أنه ضغط على ذراعها وقال : أنت من أرسل ماريا إلي أليس كذلك ؟

ابتلعت ريقها مصدومة من قوله ونظرته ولم تستطع الرد فحاولت الابتعاد مرة أخرى غير أنه أردف : أرسلتها عمدا ها ؟ أخبريني ما الذي تنوين عليه ؟ ذلك المظهر والتصرف يشبهك أنت ..

جمعت شجاعتها كلها لتجيبه وهي تدور بعينيها في الأنحاء لا تستطيع أن تنظر في عينيه : لـ.. لماذا .. لماذا قد أرسلها أنا ؟

رد باستهزاء : هه لا تعرفين لماذا ؟ لأني أخبرتك بأنها هي التي أحبها ..

شعرت بالنار تشتعل في رأسها من شدة الغيظ فسحبت ذراعها من يده بحدة وضربته على صدره قائلة غاضبة : تكرر ذلك بكل وقاحة ؟ هل فقدت صوابك .. تحب صديقة حبيبتك ؟؟

ـ دعك من التغابي .. لا تلعبي دور الضحية علي ، أنت تعلمين منذ أول يوم بأنها من أحبها ، ألست أنت من بعثتك إليها باعترافي ..

امتلأت عيناها دموعا وقالت وهي تحاول إمساك نفسها من الانفجار باكية : من المفترض أن تكون قد نسيتها بعد كل هذا الوقت ، لقد قامت برفضك وأنا ..أنا من أحببتك بدلا منها

عندما شاهد عيونها المغرورقة  بالدموع وصوتها الذي تخنقه العبرات ، انتبه لنفسه فتنهد نادما لفعلته ثم عاد لينظر إليها قائلا بهدوء : صفية ، لقد تكلمنا في الموضوع كم من مرة ، الأمر خارج عن إرادتي ، لم أستطع أن أخرجها من بالي وأنت تعرفين قبل أن نبدأ بأني أحبها هي .. أنا لم أخدعك أو اكذب عليك

ـ لكن .. لكن لما تحبها هي من الأساس ؟ ليس فيها شيء يعجب ؟ كل شيء فيَّ أفضل منها فلماذا لم تحبني أنا ؟