ستظنين أنك تعرفين أقرب الناس اليك حتى تصطدمي بالأمر الواقع ، ستظنين أن أعز صديقاتك ستحبك دوما حتى يدخل بينكما رجل .
ظل مكانه مصدوما لوقت طويل بعد رحيلها وهو الذي لم يفرح بخطبته ليوم واحد ، بينما انطوت على نفسها واكتأبت وأغلقت الأبواب على نفسها ، أغلقت هاتفها وكل المنافذ حتى لا تصادف يوسف أو تسمع منه شيئا حتى قلقت والدتها فاتصلت بصفية وهي تعرف بأنها توأم روحها ورفيقة عمرها فطمأنتها الأخيرة بأنها تغلق هاتفها سبب الامتحانات فقط وهذه كذبة فهي نفسها لم تعرف خطبها ، وقبل أن تغلق الأخيرة الخط قالت لها : الحمد لله على وجودك بجانبها ، لقد قلقت من أنكما قد افترقتما عندما لم تحضري خطبتها
فغر فاه صفية بعد قولها صدمة ، أي خطبة ومتى وأين وقبل أن تغلق أوقفتها مسرعة تسأل : خالة سعدية ، ما هو اسم خطيب ماريا ؟ أنا أعلم بالأمر لكني نسيت أن أسألها بشأن اسمه
ولم تستطع الحراك بعد أن قالت لها " يوسف " كانت صدمة بالغة على رأسها لكنها استوعبتها وظلت ساكتة لا تقول شيئا ، وبعد مرور بضعة أيام من تهرب ماريا أمسكتها صفية في غرفتهما وأجلستها على السرير بجانبها قائلة بحماس مصطنع : هذا هو .. لقد وصلنا لنهاية انتقامنا يا ماريا
تصلب كل شيء في جسد ماريا وحتى مشاعرها وابتلعت حتى أنفاسها ولم تستطع الرد فعقبت صفية : من الواضح أنه وقع في حبك أخيرا لذا بقيت لنا الخطوة الأخيرة فقط
ولم تستطع ماريا الرد حتى بعد أن شرحت لها صفية الخطة كاملة لحظات لتقول مصدومة مما سمعت : دعيني أفهم للحظة .. هل تريدين مني أن ألتقي به في شقة فارغة وأقوم بإغرائه ؟؟؟؟؟
ـ لماذا صدمت ؟ لقد تعودت على دخول منزلي .. غدا مساءا سيكون منزلي فارغا لأنهم سيذهبون إلى أقاربنا في ولاية أخرى ، ستغيرين ثيابك هناك وتلبسين ثوبا مغريا بعض الشيء ثم تنتظرين مجيئه وعندما ينتزع ثيابه أو يكون في وضعية مخلة سأقوم أنا بالتقاط صور له دون أن أصورك طبعا ، هنا تغادرين وتتركينه ، و لك الخيار في إخباره أن هذا انتقام أو لا.
ابتلعت ماريا ريقها وقالت بصدمة : مستحيل .. مستحيل أن أفعل هذا ، صفية هذا أمر بالغ وخطير سيمس سمعتي أيضا
وظلت صفية تحاولها وظلا يتجادلان حتى رمقتها أخيرا بنظرة تحمل شكا وقالت : لا تقولي بأنك قد وقعت في حبه يا ماريا ؟؟ ما الذي حصل ؟ أليس هدفنا كله هو الانتقام لي ؟
مرت ماريا بصراع داخلي ضخم خلال تلك اللحظات التي كانت تحدق فيها صديقتها ، لقد اتفقت معها منذ البداية ووعدتها ، فماذا ستختار ؟ الرجل الذي تحبه أم صديقتها ؟ و على مضض وبمرارة اختارت أخيرا رفيقة عمرها ، وداست على قلبها فللأسف هذه رفيقة عمرها وتقريبا فرد من عائلتها .
في اليوم التالي وكما اتفقا ، عندما حل المساء اتجهت ماريا لمنزل صفية وغيرت ثيابها هناك ، ارتدت ثوبا قصيرا ضيقا وجلست في الصالة الخارجية تنتظر وقلبها يتلوى ، لقد اختارت التضحية بالرجل الذي تحبه وليكن ما يكن ، لن تكون خائنة لرفيقة دربها ، لن تكون تلك الفتاة الحقيرة التي تكسر قلب رفيقتها من أجل رجل ، ستجد رجلا آخر ، لكنها لن تجد رفيقة درب أخرى ، ليذهب كل الرجال للجحيم أصلا ، هكذا كانت تشجع نفسها وهي تنتظر كما اتفقا أن تحضر لها يوسف والقلق والندم والألم كل شيء مختلط بداخلها حتى شعرت أخيرا بالباب يفتح عليها .
قبل ساعة من هذا كله كانت صفية تبحث عن يوسف ووجدته في قاعة الطعام وقد عاد لعزلته ووحدته بعد أن تركته ماريا ، جلست صفية أمامه وقالت بحزم : يجب أن تأتي معي
رفع بصره إليها ولم يرد عليها وكانت تعرف بأنه لن يأتي معها بسهولة ويجب أن تتفنن في الكذب لإقناعه وكان الكذب ما احترفته مؤخرا دون أن تشعر فقالت : أنا قلقة على ماريا ، ربما تكون في مشكلة لكنها لا تخبرني ، يجب أن تأتي معي حالا
نظر إليها في شك ورد : أين هي ؟
ـ إنها في منزلي ...
وقبل أن يملأه الشك مجددا قالت مسرعة : لقد أصبحت مخطوبتك فما الذي يقلقك ؟
فوجئ بشدة عندما ذكرت أمر الخطبة وقد كانت ماريا تخفيها عنها وواصلت هي كلامها : لقد أخبرتني وقد فرحت لكما بشدة ، لكن الأمر الآن مختلف ، لقد جاءتني قلقة لا أعرف ما خطبها وطلبت مني عدم إخبارك بالأمر لكني قلقت عليها ولم أعرف من أستشير ، خاصة وهي تعرف بأن منزلي فارغ وأهلي غائبون
انتفض واقفا من مكانه بعد قولها وقال بحدة : تركتها وحدها هناك ؟؟ هل فقدت صوابك ..
وقبل أن تجيب سار مرددا : دعينا نذهب
استغرقا مسير نصف ساعة من الطريق وحين وصلا نظرت صفية لساعتها قبل أن تدله على بناية منزلها ، صعدت على عجلة حين استعجلها يوسف وفتحت الباب الخارجي وكانت شقة مغلقة وما إن تجاوزا المدخل حتى فتح الباب المجاور وكان باب الصالة وخرجت منه ماريا والهلع باد على وجهها ، لكن الهلع ازداد أكثر وأكبر حين وجدت يوسف أمامها ، أخفض بصره لينظر إلى مظهرها من أخمص قدميها حتى شعرها ، وقبل أن يفهم شيئا سمع صوتا يصدر من الصالة خلفها يقول : ما بك ماريا ، تعالي بسرعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
......
![](https://img.wattpad.com/cover/361713295-288-k623975.jpg)
أنت تقرأ
انتقام امرأة
Lãng mạnكانت تعتقد بأنها حلم كل رجل ، وأنهم سيقعون باكيين عند قدمها بمجرد غمزة منها ، لكن يوسف حطم كل غرورها حين انفصل عنها ، خاصة بعد أن أحبته وهي التي لم تحب من قبل ، فماذا ستفعل به ؟