أول حب

46 10 0
                                    

في اليوم التالي بينما يسير في المدرسة نحو صفه لفتت انتباهه من بعيد تضحك مع هذا وذاك ولم تكن مع صفية في نفس الثانوية تلك السنة لذا لم يشاهدها قبل ، فكر في الذهاب إليها لكنه لم يعرف كيف يفعل ، لم يخطو نحو فتاة من قبل ، لم يسبق له أن أعجب بأي فتاة وقرر أخيرا أن يتخذ ذلك اللقاء بينهما عذرا ، ووقف أمامها ليفتح معها الحديث غير أنها تجاوزته دون أن تنظر إليه أو تنتبه لوجوده حتى فتركته مصدوما ولم يتجرأ على الاقتراب منها مجددا ، ظل فقط يراقبها من بعيد ، حتى افترقت سبلهما ، ولم يرها مجددا إلا في الجامعة فتفتحت مشاعره وتأججت .

خرج من ذاكرته وهو يتوقع أن تتذكر هذا اللقاء العجيب الذي ليس من السهل نسيانه غير أنها قالت مصدومة : وقعت عليك ؟؟ فعلا ؟؟

ـ لا زلت لا تذكرين ؟

ـ احم ، في الواقع تلك ليست أول مشكلة أقع فيها .. لقد وقعت في الكثير من المشاكل من قبل

هنا لم يملك نفسه وانفجر ضاحكا ، هذا ما جعله يقع في حبها ، إنها بريئة جدا ، مختلفة عن كل فتاة صادفها أو رآها .. وبينما يتأملها سرحت في قصته تحاول أن تتذكره لم يعرف كيف وجد الجرأة ليمد يده من تحت الطاولة ليمسك يدها فخرجت من شرودها ودق قلبها دقة كاد من جراءها يخرج من بين ضلوعها ، ونظرت إليه لتجده يرمقها بنظرة مليئة بالحب كأنما غرق في عيونها تصلبت حركتها وراحا يتبادلان النظرات ساكنين حتى كاد هو يفتح فمه ليقول شيئا إذ دخلت عليهما صفية فجأة لتجلس بجانبها قائلة بضحكة مليئة بالسم : قربتكما من بعض فنسيتماني .. كيف حالكما عصافير الحب ؟

جذبت ماريا يدها من يديه مسرعة مرتبكة وتغيرت ملامحهما فعقبت صفية : هل قاطعت شيئا ما ؟

لكن ماريا وقفت حاملة سينيتها قائلة بارتباك : لم تقاطعي شيئا ، لقد أكملت أكلي على كل حال

عندما تركتهما نظر إلى صفية التي كانت ترمقه بنظرة ماكرة وبادلها النظرات كأنما يقول لها " أنا أفهم جيدا ما الذي تفعلينه " ثم قام ليغادر هو الآخر .

فاتت الأيام تطورت خلالها الأمور بين ماريا ويوسف الذي استمال قلبها وسرقه شيئا فشيئا وليس كما سرق قلوب باقي الفتيات بمنظره الجميل وشخصيته الساحرة وحدها فهذا ليس ما يستهوي ماريا ، إنما بذل مجهودا بالغا في التعامل معها ومعاملتها كالأميرة وكان مجهودا بذله بكل سعادة ، بينما لم تكن ماريا ستدرك حقيقة مشاعرها لولا ذلك اليوم .. عندما نزلت إلى حيث تلتقي به عادة في مطعم الجامعة ، لكنها لم تجده في أي مكان ، راحت تقلب طعامها دون شهية للأكل بسبب غيابه وجاء المساء دون خبر منه أو اتصال أو حتى رسالة ، فقضت ليلتها قلقة لا تفهم سبب هذا الاختفاء المفاجئ .. هل أصابه مكروه ؟ كيف يمكن أن يختفي أحد بهذا الشكل الكلي دون أثر ، لم يختلف حالها في الصباح التالي قضت تلك الفترة الصباحية تفكر قلقة حتى وقف أحد عند مائدتها فجأة يسألها : هل أنت ماريا ؟

انتقام امرأةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن