النهاية

96 11 3
                                    

في الناحية الأخرى اختبأت ماريا داخل منزلها وتغيبت عن الدراسة ظلت تحت بطانيتها فقط ، سألتها والدتها عن مصابها دون جدوى ، لقد كانت مصدومة من العالم كله ، صار العالم أسود في عينيها بعد الصدمة التي تلقتها من صديقتها .

بينما جلس يوسف كعادته على مائدته يتناول غداءه في صمته وعزلته القديمة حين جلست أمامه فجأة صفية وما إن ألقت عليه التحية حتى رفع سينيته وابتعد دون أن ينظر إليها ، صوتها كان كاف ليبعده فشعرت بالغضب يكاد يفجر رأسها وتمتمت : أعتقد أن السحر الأسود فقط هو ما سينفع معه

لم تكن تفهم صفية بأن الحب ليس بيدها ولا يده ، لم تفهم بأن الطريقة التي تحبه بها هو يحب بها ماريا ، لأنه لم يكن هو أيضا يفهم .. رغم أن ماريا كسرت قلبه لمائة قطعة ، رغم أنها تلاعبت به وخدعته إلا أنه يريد في هذه اللحظات رؤيتها بشدة ، لماذا يشتاق لها ، لما لا زال يريد الجلوس بجوارها والاستماع لحديثها العفوي ورؤية وجهها الجميل ؟ لما بحق السماء لا زال يحبها ويهيم في عشقها ؟

عودة

عادت ماريا للجامعة أخيرا بعد أن اضطرت فلا مهرب لها ولم تكن تعرف هل تدخل بوجهها ذاك أم تشتري واحدا آخر .. إن أقصى أمانيها هذه الأيام أن لا تصادف يوسف في أي مكان ، وقررت أن تتجنب المطعم وأي مكان اعتاد أن يتواجد فيه ، عندما حان موعد الغداء خرجت من قاعتها نحو أي مكان بعيد عن المطعم غير أنها ما إن عتبت المخرج إذ بيوسف يقف أمامها وقد تصلب هو الآخر مكانه عندما رآها ، تصلبا معا مكانهما يحملقان في بعض ، تمنت أن تشق الأرض وتبلعها ، بينما كان هو في عالم آخر ، اشتاق لها لدرجة الجحيم ، سبحان الله لقد كان يفكر فيها قبل أن تظهر أمامه يتساءل عن اختفاءها الطويل ، لم يستطع منع نفسه من القلق عليها ، لقد مازالا مخطوبين على أي حال ، ولم يعرف كيف يخاطبها ؟ ماذا يقول ؟ لكن عيونها وهي تحدق فيه .. لقد اختفت كل جرأته وقوته ولم يعرف ما يفعل سوى أن سار مبتعدا عنها ، تركها خلفه ، لم تصدم من فعله ، كان هذا أقل ما توقعته ، لكنها تألمت بعض الشيء .. تمنت حقا لو أنه يعاتبها ، أو يشتمها حتى ، يلومها أو يغضب لكن التجاهل آلمها أكثر من كل ذلك ، عندما ذهبت لمنزلها في العطلة الأسبوعية طلبت من والدتها أن تبعث بخبر لأهل خاطبها بأنهم ألغوا الخطبة ، صدمهم الخبر فوبخوها وغضبوا دون جدوى ، لم يستطع والدها أن يرغمها على الاستمرار في الخطبة لأنها أمر يخصها في النهاية ، فأرسلوا لأهل خاطبها بالخبر واعتذروا كثيرا ومرارا .

عندما عادت للجامعة وبينما تسير نحو قاعتها وجدت يوسف يقف أمامها كأنه كان ينتظرها ، وقبل أن تستوعب وجوده حتى ، تقدم منها ليمسكها من ذراعها بعنف وسحبها إلى مكان بعيد ثم دفعها على الحائط قائلا بغضب يمسكه بصعوبة : إلى أين يمكن أن تصل وقاحتك بعد ؟؟

انتقام امرأةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن