يميل القلب لك

51 10 1
                                    

حاول يوسف أن يساعدها مسرعا بعدما تمددت على الأرض فمد يده لها ليرفعها لكنها أبعدتها ووقفت بنفسها فوجدت سيقانها مكشوفة فأرتفع توترها حتى كاد العرق يقطر منها واتجهت الأبصار نحوها ولم تعرف ما تفعله لو لم يتقدم منها لينزع سترته ويلفها حول خصرها من جانب الشق ، ثم أمسك بيدها وسحبها خارج الحديقة ، قصدا أول متجر ثياب صادفاه ، غيرت ثيابها وابتاعت فستانا واسعا مريحا تسير فيه بحرية أخيرا ، وبينما تعد ما بقي لها من نقود لتدفع أمسك يوسف مناديل مبللة كانت على طاولة البائع ودفعها إلى الكرسي خلفها لتجلس ثم جلس أمامها ، لم تفهم ما يفعله لكنه وضع المنديل على وجهها ليمسحه ، تأخرت للخلف متفاجئة غير أنه قال : توقفي وإلا ربطتك

هنا أغمضت عيونها مرتبكة نوعا ما لكنه قال عندما شاهد الألوان فوق عينيها : صفية هي التي وضعت لك هذه المساحيق ؟

ـ أ.. أجل .. أستطيع أن أتعلم بنفسي

سكت ولم يقل شيئا وقد دخله بعض الشك ، عندما أكمل المسح شاهدها تغمض عيونها فاستغل الفرصة ليتأملها عن قرب لأول مرة ، عيناها ، شفاهها .. رموشها وخصلات شعرها ، لم يكن هناك شيء مبهر لكن هناك شيء يجذبه نحوها لا يعرف ماهو .. وقرب المنديل ليلامس شفاهها ، ليتظاهر بمسحها ففتحت عيونها متسائلة : هل رفض الاختفاء ؟

ارتبك المسكين بشدة فابتعد مسرعا ووجدها ترمقه بنظرة متسائلة فقال : دعينا نذهب

وقف عند البائع ليدفع فوقفت أمامه مسرعة تقول : سأدفع نفسي ، لا تدفع عني

لكنه دفعها بعيدا قائلا بغيظ : توقفي عن العنترة ، لم يبقى لديك قرش واحد بسبب غرورك منذ الصباح

ودفع حق الفستان وهي تعرق خجلا ، عندما خرجا كانت تسير بجانبه تخفض رأسها خجولة من الإحراج الذي تسببت به لنفسها منذ أول لحظة ، هذا أسوأ موعد قد يمر به احد ، فكيف وهو الأول بالنسبة لها ، أخرجها من أفكارها عندما قال فجأة : ذلك الفستان قد جلب لك الفوضى .. الكثير من الأوغاد حاولوا الاقتراب منك في الحديقة ، لذا حاولت كل مرة أن أقربك مني .. لم أقصد التحرش بك ، توترت كثيرا عندما جئت بذلك الفستان .. لم أستطع التركيز مع أي شيء ، ظللت فقط أحرسك

وقفت مصدومة من كلامه ، راحت تتذكر بأنه كان يجذبها كل مرة نحو الحائط عندما يمر أحد بجانبها ، فهمت الآن فقط أن لمساته لم تكن شهوانية إنما حريصة ، ولم تستطع الحراك حتى توقف ليستغرب وقوفها هذا ، نظرته غريبة حقا ، شعرت بأن هناك خطأ ما .. لقد وصفته لها صديقتها بشكل مختلف تماما وصفات قبيحة ، لكنها لم ترى منها شيئا ، بل على العكس شاهدت صفات رجولية كثيرة ، أخرجها من أفكارها فتبعته وهي تفكر ، ربما من حقد صديقتها عليه وصفته بذلك الشكل فهو يبدو شخصا صالحا ، وربما هو فقط يتظاهر بالشهامة ليوقعها في شباكه ، وظلت تفكر في ذلك اليوم طوال الليل حتى خرجت أخيرا بفكرة مريحة ، لما لا تتصرف على طبيعتها ، تنفذ طلب صديقتها من ناحية بارتياح أكبر ومن الناحية الثانية عندما يرى يوسف شخصيتها الحقيقية الصبيانية الطائشة يكره منها ويتركها بنفسه ويمل فتخرج من القصة صافية كافية .

انتقام امرأةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن