صراع موت

22 2 1
                                    



~الصراع الحقيقي ليس ضد الآخرين، بل هو ضد النفس البشرية  ،وهو صراع دائم يستمر حتى الموت .~
               جورج أورويل " 1984"

______________________________________

هذا مستحيل .....
لم أشعر قط بالرعب في حياتي بمثل ما اشعر به الأن

" سحقا كيف كيف ...كيف لم اشعر بذلك .. ااااخ اللعنة "

ياللهول في هذه اللحظة وكأن أحدا قام بصفعي على وجهي  وكأن دلوا من المياه المياه المثلجة تنسكب من على رأسي

كنت احدق بعينين  قارغتين تسقط منهما الدموع ليس حزنا بل رعبا وخوفا وجبنا وارتجافا إلى حد اللعنة  ، إلى ذراعي اليسري.
حيث إخترقت السترة التي اردتديها والقميص الداخلي على جرح عميق وطويل للغاية يؤلم بشدة
لم انتبه له ابدا الا عندما بدأت بالبحث في الحقيبة وإخراج المؤن ، هذا كله بفعل الأدرينالين الذي عطل مستقبلات الألم .
في هذه اللحظة شعرت أن بصيص الأمل الخافت الذي ضننت اني اتمسك به بإحكام قد انطفأ إلى الأبد.

انا هنا الأن اتكد أن امري انتهى وقد قضي علي لا محالة

" هه اللعنة ....لم أتخيل قط أن موتي سيكون بشعا لهذه الدرجة ، على الأقل أن يلتهمني واحد من الكائنات المقززة ، أو بطلق ناري ، أو بسقوط من إحدى الأماكن
لكن لكن ...."

تنفست

" أن ينهي المطاف بي  كوحش من اللحم  لا عقل له ولا روح هائمة في الأرجاء مشتهية اكل لحم البشر
هذا مقرف"
ه

ذا مستحيل مستحيل
لا بل إنه الواقع لن يمر الوقت إلى أن تتحول بالطبع ذلك الوغد
اللعنة
عندما كنت استمتع بتمتزيقه كان يغرس اضافره العفنة في ذراعي دون ادراكي
انتهى امري....
  هذا ماكان يتردد في  رأسي محاولا اختراقه ، يردد ويردد إلى حد  الجنون .

نهضت بهستيرية وأخدث مسدسي ولقمته وتأكدت من أنه مستعدللإطلاق .
من حسن الحظ أن هناك بعض الكراسي الخشبية قمت بتحطيمها وإشعال النار فيها بتهور ،
اشتعلت  بسرعة  بسبب كونها عفنة منذ مدة .

اتخذت أحد المكاتب ووضعتها على الباب لسده  لم أكن أريد أن أكون خطر على أي احد .

كان هناك أريكة قد جعلت منها الفئران عشا لها اخدتها ونفضتها وجلست عليها قرب النار .

جسدي كان كمن كب عليه مياه مثلجة
الألم بدأ يزداد في الجرح وخوفي يزداد معه
كنت أترقب نفسي متى سأبدا بالتحول ، متى سأفقد عقلي متى اصبح ذلك الوحش القذر . كافحت لمعالجة  الجرح ببعض الكحول التي سكبتها عليه وانا اكتم  صرخات الألم التي تنخرني في كل مرة المسها بها ،  وعيناي لم يسع لهما سوى ذرف الدموع من الألم الفضيع
تبا
الجرح تعفن ومليئ بالدماء ، لقد كان عميقا بعض الشيئ
أنها أول مره أصاب فيها بالأذى هكذا ، وسنتهي امري به
استغرق الأمر مني بعض الوقت لأنتهي ويظهر الجرح على حقيقته أنه عميق حقا  ، بقيت فقط احدق به حتى اني لم اضمده تركته للهواء
وتناولت قرصا للألم والحمى وبقيت منتظرة
وضعت المسدس بجانبي لاني قد قررت اني سأطلق النار على نفسي .
من المستحيل أن أترك نفسي لأتحول إلى ذلك الوحش
في اللحظة التي يبدأ فيها عقلي بالذهاب سأطلق على رأسي النار هكذا لن اكون خطرا على الأخرين . هكذا سأخلص نفسي من العذاب ، على الأقل لن أفقد انسانيتي . 
________________

𝑰𝑵𝑽𝑬𝑹𝑻𝑰𝑨//𝚎𝚙𝚒𝚍𝚎𝚖𝚒𝚌 𝚠𝚊𝚛حيث تعيش القصص. اكتشف الآن