الخامس من فبراير

2 0 0
                                    

حابة اشارككم تجربتي التي كنت ذَكرتُها فاحدى كتاباتي السابقة والتي سَمْيتُها الانطلاقة ، فهي حقيقة كانت بالنسبة لي انطلاقة لطريق جديد افهم فيه أكثر عَمّا يُؤثر من مُتغيرات حولنا ، ابسطهم والتي بدأت بها هي "الاغاني" ، او رُبما لو أردت ان اكون اكثر دقة الموسيقى الغنائية، من يعرفني من مُدة يعلم كم كنت على مدار السنوات الماضية اتابع ما يُستجد من هذه الفئة من المسموعات ، لا اعلم أ هو كان حُباً ام كان اطلاعاً على مُستجدات يتحدث الجميع عنها ، أياً يكن قررت بعد رؤيتي لاحدى الفيديوهات التي سأرفقها ، انني سأجرب ان اتوقف عن سماع هذه المسموعات ، لرُبما يتغير بي شيء ، مر اليوم الاول الذي كان كارثياً ، كأن الكون عَلِمَ بمخططاتي و قرر ان يضعني تحت اكبر اختباراته ، و كانت الموسيقى تُطاردني ، في المحلات لكني لم اكن اعلم ولم أعي مُسبقاً انهم يشغلون الموسيقى هنا ، في منصات التواصل ، كلما افتح واحدة يظهر امامي تلك الفيديوهات القصيرة مُحَملة بالموسيقى كأنها تَشِنُ حَرباً ضدي ، وغيرها من الاماكن لكني سأكتفي الان كي لا أُطيل عليكم ، قررت بعدها اعتزال منصات التواصل المُحملة بتلك الاغاني حتى اصبح قادرة على التكيف ( الجميع يعلم كرهي لهم فالحقيقة واني كنت اتعامل فقط في وقت الفارغ لكن لن يضر اذا اختفينا قليلاً لرُبما تجدون بعض حساباتي يملؤها الغبار الآن)، و قررت استبدال "الاغاني" ، كان شعوراً غريباً ان اكون منزعجة كَمنْ اخذ مني شيئاً رُغماً عني ، كانت المرة الاولى التي اظن اني كنت احتاج الى الاستماع فيها لل "اغاني".
بعد رُبما ثلاث شهور ، كنت قد داومت على انواع مسموعات جديدة كالضوضاء البيضاء ، كسبيل على زيادة التركيز كما قرأت عنها و بعض الدراسات اثبتت انها تُخفف الصداع ، لكن بعد تكثيف البحث اثناء الثلاث شهور ، رأيت انه رُبما تتداخل في جزء انها نوع من انواع  الموسيقى لذا خفت ان اكون استبدل الغناء بموسيقى صرفة ، فلجأت الى الاستماع الى "البودكاست" ، في البداية كان اكثر من شخص يخبرني الاستماع اليهم ولكن كنت ارفض ارى انها مملة الى ان استمعت الى "فنجان" فالحقيقة لقد احببت الامر جداً ، وكذلك استمعت الى " اريكة" ، كانت من التجارب اللطيفة التي مررت بها

بعد مرور ثلاث شهور اخرى ، كنت انصح من حولي بالتوقف عن الاغاني لانها اصبحت مصدر ازعاج بالنسبة لي ، كنت احاول ان اقنعهم بجمال الصمت او الكلام ذا المعنى ، لكن لم يكن الجميع ذا اهتمام ، كانوا فقط يرون اني مُزعجة او رُبما على قولهم "شيخة" ، لم انحز عمّا اقتنعت به و قررت ان اتبع باب النصح و أُخلي ذمتي

الربع قبل الاخير ، تعلمت اكثر عن "البودكاست" اصبح لدي العديد من المصادر ، اقرأ اكثر من ذي قبل ، اعرف المشتتات التي توجد على الطريق و ابتعد عنها، لم اعد اتاثر بال "اغاني" التي تُطرح في الاماكن التي ازورها ، اصبحت اتجاهل بشكل يسعدني ، عندما يقول لي شخص أسمعتِ اغنية فلان الجديدة و اقول بفخر لا ، كان احساسي بالسعادة يطغى

الربع الاخير ، وصلت لنهاية التجربة ، استمعت لعدد لا بأس به من ال " بودكاست " قرأت كثيراً اثناء المواصلات او اوقات الفراغ ، اصبحت اتجول بالكتاب بيدي ، و اوقات اخرى استمع الى حلقات نقاش ، تخلل التجربة بعض العثرات لظروف تخرج عن ارادتي كحضور مناسبة ما او الذهاب في رحلة معينة ، لكن  المُجمل سار حسب ما احببت و اريد
اليوم استمعت بنفسي الى اول اغنية منذ فترة ، ولكن لم اشعر بما اشعر به كل مرة ، احسست بالانزعاج و اخذت احلل ما يُقال فيها شعرت انه ليس ذا قيمة فاغلقتها عن رضا ، و عدت الى البودكاست الذي احب ، يجب علينا احياناً ان نقوم بمحاربة الظروف وان لا نستسلم فقط لمجرد ان نفسي تهوى و تميل الى ذلك الشيء ، رُبما ستواجه مثلي ، مقاومة رهيبة في خلال الايام الاولى ، و لرُبما ستعثر على شيء جديد يملأ به شغفك ، و تبدأ رحلتك كما بدأت انا
الرحلة الاولى

بقلم الكاتب Where stories live. Discover now