هل الظلام دامس، أم أنها قد أصيبت بالعمى؟ ...
سمِعَت خطواتًا بعيدة قادمةً من السطح، مكتومة، مختلطة بصوت المطر الذي يضرب على أوراق الأشجار اليابسة على الأرض وبِرك الطين الصغيرة.
ثم شعرت بقبضتيّ الفتى تحاوطانها، أنّت بألم شديد، كان كل جزء في جسدها يصر...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
كان يوم سبتٍ عاديًا مُضجرًا، ولم تُرِد أورورا أداء أي واجباتٍ قبل الظهر، حيث خططت لوضع وقت الصباح لأمور البحث عن أمر السحر ومطالعة الكتب. كانت الغيوم الرمادية تغطي السماء تمامًا، من الواضح بأنها ستمطر في غضون دقائق، مع أن المطر قد استمر طوال الليلة الماضية وبدايات الصباح، ولم يتوقف سوى لساعتين، إلا أن صوت الرعد استمر طوال الوقت بالهدير، إنه الصوت المفضل دائمًا لأورورا، لم تحب شيئًا أكثر من الإحساس بهزّات الرعد تتردد داخل جسدها وضلوعها، جالبًا معه إحساسًا ناعمًا بالسكينة. في الأسفل عبر الملاعب وأراضي القلعة، كان اللون البرتقاليّ يغطّي كل شيء، بدءً من أشجار الغابة المُحرمة، إلى الصفصافة المهاجمة على أطراف القلعة الجنوبية، والقرع الضخم الذي ينتشر بكثافة بجانب كوخ هاجريد أسفل التل باتجاه المخرج الجنوبيّ للقلعة، وإلى جانب فصل المخلوقات السحرية.
كان الطابق العلويّ من غرفة رافنكلو المشتركة هادئًا، لم يكن هناك إلا بضعةُ طلابٍ منتشرين على طاولات المذاكرة، واثنان تقريبًا يبحثون عن بعض الكتب في المكتبة الخاصة بالغرفة العامة، أما أورورا فقد جلست إلى فجوة النافذة على مخدة مريحة، وأخذت تطالع كتابًا آخر يتحدّث عن هوجورتس والسحر الموجود فيها، كان ذلك الكتاب الواحد والخمسين من مجموعة الكتب التي تتحدّث عن القلعة وتاريخها وتفاصيلها فقط، بجانب تلك التي تتحدّث عن أشكال السحر الغامض التي قد يواجهها الساحر، إلا أنها لم تجد أي شيء عن نوعٍ من السحر مما لا يراه أو يتأثر به إلا البعض القليل بدون تدخّل أي تعاويذ إخفاء، إن استثنينا الثيسترالات من ذلك.
أغلقت عينيها قليلًا، وشعرت بالبرودة والرطوبة تعود إليهما بعد أن ازداد عليها إحساس الحرقان فيهما خلال مطالعتها، ثم أخفضت جبينها واضعةً إياه على الغلاف الجلديّ بعد أن ثنت طرف الصفحة واغلقته، تنهدت ثم التفتت لتنظر عبر النافذة، وتساءلت عمّا يفعله سام وتونكس في هذه اللحظة في منازلهم، قد تكون تونكس بصحبة كيارا وبوني، زميلتاها في ذات العام، أما سام فهو بصحبة فيلكس وبرنابي لي- أو بارني فقط كما يطلب من الآخرين مناداته- بالتأكيد.. كانت تغبطهم أحيانًا لسهولة انسجامهم مع الطلاب الآخرين في منازلهم، فلم تكن تحضى هي الا بعلاقاتٍ سطحية داخل منزلها، رغم أن ذاكر دائمًا ما يحاول الدراسة والحديث معها، إلا أن طبع أورورا المتحفظ والرسميّ مع زملاءها قد منعها من تكوين علاقاتٍ متينة، ومع أن لها رفيقة غرفة، توليب كاراسو، إلا أن لتوليب أصدقاء آخرين تفضل التسكّع معهم، كان أقربهم لها أندري إيغوو زميلهما في رافنكلو. ومع ذلك، فلم تكن علاقة الفتاتين سيئة، كانتا كثيرًا ما تُحبان الثرثرة أحيانًا في منتصف الليل، وخصوصًا مع أفكار توليب الجنونية وميلها لكسر قواعد المدرسة، والتي وجدت أورورا فيها شيئًا من الإثارة والمرح، إلا أنها لم تبادل توليب ذات الطبع في الميل للحديث، إذ كانت غالبًا ما تكون مُستمعة، وتتحفّظ عن الحديث عن أي شيء يخصها حتى ولو كان أمرًا من أمور الدراسة.. هي عادةٌ لطالما ما لازمتها، هذا ما يجعلها قليلًا جدًا ما تكوّن الصداقات.
