أسرعت أورورا خطواتها إلى أن لحقت بسنايب. شدّت قبضتها حول عصاها حتى برزت عروقها على ظهر يدها، وتنهّدت تنهدًا مرتجفًا ومتوترًا بينما حاولت معاودة التركيز في تتبع واستشعار السحر.
"ماذا يا بيرفل، هل تزعزعت همّتك للتعامل مع قدراتك التي تجعل منك حالة استثنائية من أن تسير عليها قواعد هوغورتس؟ أم أنك تظنين بأنني سأفسد خططك لأيٍ كان ما تنوين فعله في الأسفل؟ بأنني لست الشخص المناسب للتماكر عليه؟"
عقدت أورورا حاجبيها دون أن تبعد نظرها عن مسارها، وشعرت بموجةٍ من الغضب تهبّ كالرياح الساخنة بين ضلوعها، ولكنها مع ذلك تماسكت، أيعني ذلك؟ أحقًا يظن بأنها قد تماكرت على الجميع لتصل إلى هنا؟ أيظن بحق السماء- بأنها متعطشة لشيء من القوى التي قد تجعلها ساحرة لا تُقهر؟ يا للسخرية، فكرت ببرود، واكتفت بأن تقول -متجاهلة سخريته- بعد أن ضاقت ذرعًا من الجريّ خلفه دون أن يعلم أيٌ منهما الوجهة المطلوبة "هل لك أن تُبطئ يا أستاذ؟ من فضلك.."
"آه أجل.. بالطبع، إنني أملك كل الوقت لأجلك، فأنا خالٍ تمامًا من المسؤوليات.. ماذا بعد، هل تريدين منّي توقيع عقدٍ للعمل في خدمتك؟ لأكون مرافقك الخاص مثلًا.. اسمعيني أيتها الفتاة، إياكِ والظن بأنني هنا لأتبع شيء من أوامرك، على العكس تمامًا، ستنصاعين لكل أمرٍ يبدر مني دون نقاش، فانتِ فيما يكفي من المشاكل الآن، ولا أظن بأنك تحتاجين المزيد" تشدّق باصقًا بقسوة دون أن يُبطئ خطواته أو يرفع نظراته عن طريقه. توقفت أورورا في مكانها وقد اتسعت فتحتا أنفها، فالتفت إليها سريعًا وعلى وجهه تعبيرٌ بين السخط والرضا لأنها تجاوبت مع محاولته لاستفزازها.
نظرت إليه وقد حاولت أن تُرخي من فكّها المشدود في غضب، وثبتت عينيها في عينيه المنتظرتين في ترقّب هجومها المضاد، ولكن شيئًا ما قد هدأ في أعماقها حينما قابلها سواد تلك المُقلتين.. البحيرة.. ومضات السحر.. البرودة..
لم يفهم سنايب في تلك اللحظة كيف استحالت ملامحها إلى الاسترخاء بعد أن كان يترقّب انفجارها في وجهه، كما تنفجر العاصفة بعد الهدوء الثقيل، وقد أربكه ذلك بعض الشيء، لأنه لم يعُد يستطيع توقع ردّة فعلها.
"أنا آسفة،" تمتمت بهدوء دون أن تبعد نظرها عنه، وأمسكت بطرف قماش تنورتها العريضة بشيء من العصبية وأكملت "حقًا.. لم أرد- لم أرد اقحامك- اقحام أيٍ منكم في أيٍ من هذا، ولكن-" ثم سكتت بينما حاولت العثور على الكلمات التي تناثرت أمامها دون أن تستطيع جمعها، وشعرت بحنجرتها تنشدُّ في ألم، وبسخونةٍ مزعجة تتزاحم بين ضلوعها. ودّت لو تتراجع في تلك اللحظة، ودّت لو أن كل هذا فقط يختفي، ولو أنها تعود إلى راحة غفلتها عن كل هذه المحاولات لاستكشاف هذه القوى، ودّت لو تطلب منه العودة وتجاهل كل شيء وتركها تواجه الأمر بمفردها، أو لو أنها تجاهلت كل شيء منذ البداية فقط! لو أن ذلك الحادث السخيف لم يحدث في صفِّ الوصفات، لو أنها تحكّمت بتدفق السحر منها فسحب ولم تبلله تمامًا! تمنّت ذلك بشدّة.. ولكنها كانت على علمٍ بأنه سيرفض تجاهل كل ما يحدث هنا والعودة إلى مهجع النوم الخاص به إن طلبت منه، فلم تكلّف نفسها عناء السؤال، كما أنها غير مستعدة على أن تدير ظهرها الآن، ليس مع تلك الهمسات التي تناديها للوصول إليها، ليس بعد أن أصبحت على وشك معرفة سبب معاناتها طوال سنوات عديدة.
أنت تقرأ
Resurrection | قيامة (severus snape fanfic)
Fanfictionهل الظلام دامس، أم أنها قد أصيبت بالعمى؟ ... سمِعَت خطواتًا بعيدة قادمةً من السطح، مكتومة، مختلطة بصوت المطر الذي يضرب على أوراق الأشجار اليابسة على الأرض وبِرك الطين الصغيرة. ثم شعرت بقبضتيّ الفتى تحاوطانها، أنّت بألم شديد، كان كل جزء في جسدها يصر...