(9) - ظلمات، حطام وبقايا موت.

158 13 10
                                    

تقدّم سنايب خطوتين إلى الجدار الحجريّ الذي كان منذ لحظاتٍ فقط البوابة التي دخلوا من خلالها إلى هذا الكهف، ووضع يده عليه ليتأكد من أنه حقيقيّ فعلًا، مستشعرًا برودة الحجر الصلب تجاه كفِّه. ثم رفع عصاه وتمتم "ريڤليو مستيريوم" ولكن شيئًا لم يتغيّر أبدًا.

تجرّعت أورورا ريقها حينما رأت عدم جدوى تعويذة الاظهار التي ألقاها سنايب، ونظرت حولها بشيء من التوتّر والريبة، لقد انتقلوا فعلًا إلى مكان آخر، مكانٌ قد يكون خارج هوجورتس كلها.. كان كل شبرٍ حولهم شديد الظلمة، حتى مع نور عصيهم القويّ الذي كان يتلاشى في عُمق الكهف إلى الاسفل حول الدرج. فكرت بيأس بأن طريق العودة قد اختفى، وأنها السبب إن حدث أي مكروه لاستاذها.. تمكنت تلك الفكرة من أن تصنع ألمًا قابضًا في حنجرتها، لم تكن تبالي أبدًا بالخطر الذي قد تواجهه، كل ما شغل تفكيرها هي سلامة سنايب..

تقدّمت خطوة وألقت نظرةً على الحفرة الهائلة التي ينحدر من خلالها الدرج اللولبيّ، كان ضوء عصاها يتلاشى خلال العمق المظلم، ولم يتضح أي شيء مما قد يواجهوه في الاسفل، ثم رفعت عيناها وحاولت أن تجد معبرًا آخر، ولكن المكان كان خاليًا عدا من أكوام الحجارة هنا وهناك.

"ألا زلتِ تحت تأثير السحر؟" قال سنايب من خلفها بنبرة هادئة مستقيمة قبل أن يقف إلى جانبها ويرمي نور عصاه خلال عمق الكهف معها. أومأت أورورا إيجابًا، ثم تنهدت وتمتمت بنبرة اتضح فيها قلقها "هناك من شيّد هذا الطريق عمدًا ليتتبعه شخص قادر على استشعار تلك القوى.. ولكنني لا استطيع الجزم أبدًا بما قد ينتهي به كل هذا.."

وردّ سنايب بذات بروده وبشيء من العزم "يا له من استنتاج مبهر يا بيرفل. الآن، لا تراجع من هذا الطريق. إبقيّ مُتيقضة"

نظرت إليه عندما خطى عبر الحافة ووضع قدمه بحذرٍ على أول درجة، ثم رفع نظره إليها من فوق كتفه "فلتتبعيني، وانتبهي إلى خطواتك، وفري عليّ عناء التعامل مع الحماقات، رجاءً."

خطى كلاهما بحذرٍ شديد خلال الدرج اللولبيّ، لم يكن هناك ما قد يستندون عليه، لا جدران أو حواف ليتشبثوا بها، لا شيء عدا أن يثبّتوا خطواتهم في الأرضية الوعرة للدرج قدر الاستطاعة، لم تكن لتمسك بيده أو بثوبه ولو أن قدمها انزلقت إلى الأسفل، لسببٍ ما، كان التفكير بالاستسلام للسقوط أسهل من التفكير في حاجتها للامساك بسنايب، آه أجل، يبدو الارتطام على الأرض وتحطّم العظام جراء ذلك أفضل بكثير من توبيخ سنايب الآن أو الظهور أمامه بشكلٍ ساذجٍ أحمق.

كانوا ينزلون إلى الأسفل ببطء وبصمتٍ مُطبق، لا يكسره سوى صوت قطرات ماء في مكانٍ ما حولهم، يتردد صداه عبر الجدران الحجرية المحيطة بهم، وصوت احتكاك أقدامهم بالدرجات الوعرة، بدا كل صوتٍ -خافت في الأصل- صاخبًا في الهدوء الجاثي على الجوّ في هذا المكان.

Resurrection | قيامة (severus snape fanfic)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن