أربَعَة ' مُسجّل '

82 10 0
                                    

" M "
---

" أنصَحُ بَتعقيمِها كُل لَيلة ، أرجو لَكِ الشِفاء سيّدتي "
نَبَست بِه ذَات الرِداء الأبيَض ولَم أُجِد شَيئًا سِوى الإيمَاء ، ومِن ثَمّ التَحديق فِي بِنطالي الَذي باتَ مَمزّقًا

غادَرت هيَ تَارِكةً إيّاي أُعاين بَاطِن كَفّي تارّة ، وتارّة أُخرى أنظُر إلى حَرق فُخذَي الَذي لُفَّ بِالشَاش

هَذا مُؤسِف ،، كانَ بِنطالي المُفضّل

لَكِنّهم لَم يَكونوا لِيُجرّدوني مِنه وأضطجِع أمامَهم بِثِيابي الداخِلية ، سَيكون الموقِف غَريب حِينها

أدَرتُ ناظِرَيّ نَحو سَاعَة مِعصَمي ، تَبقّى نِصف سَاعة عَلى بُدء عَملي ، ولا أدري مَا سَأُقدِم عَليه الآن

ظُهوري أمامَ أجرَام الجَميع بِبنطالٍ مُمزّق بِوضوح لَا يَبدو بِفكرة سَديدة ، مَاذا الآن ..

سُحقًا

لا أستَطيع التَغيُّب عَن اجتِماع اليَوم ، إنّه الأهَم بِالنِسبةِ لِي

تَنهدتُ ، لَستُ بِدارِية عُلامَ أُهدر وَقتي الآن

اهتَزّ ما فِي جَيبي لِأُسارِع فِي اخرَاجِه ، كانَ مُديري فِي العَمل

لا أعلَم مَا الَذي يُفكّر فِيه صِدقًا ..

أيَخالني قادِرة عَلى الإجابَة ؟

بَقيتُ أنظُر إلى شَاشة الهاتِف اللامِعة بِكُنيتِه ، حَتّى توقّف مِن تِلقاء نَفسِه ، هَذا قَد بَثّ قَليلٍ مِن الرَاحة فِي نَفسِي

استَقمتُ مِن مَكاني ، مُتّكِئةً عَلى ساقٍ واحِدة ،
وهَممتُ بِإبعَاد الوِشاح مِن حَول عُنقي ولَفّه حَول المَنطقة المُمزّقة

لَيسَ بِأفضَل مَنظر ، لَكِنّه أفضَل خِيارٍ قَد يَتبادر لِذِهني فِي الوَقت الحالِي

دَلفتُ دونَ طَرق البَاب ، نَحو مَن رَفعوا مُقلَهم لِلنَظر نَحوِي

لَم يَبدُوا مَسرورين ، بِكُل تَأكِيد

تَقدّمت وجَلست فِي مَكاني حَيثُ تَقبع شارَة اسمِي ، أُعاين ، كَما الجَميع؛ المُدير جُوناس

" سَنُناقِش اليَوم عَبر بَثّ جَوّي خَاص ، ما صُوّر فِي غُرفة تحكُم طَائِرة ' أيه واحِد-ثلاثَة-تِسعة ' نَظرًا إلى أنّها أوّل رِحلة جَوّية خِيضَت لَها باستِثناء الرِحلات التجرِيبية "

حاولَوا التوصّل إلى المُسجّل ، لَكِن ما عُرِض أمامَهم لَيس سِوى شَاشة سَوداء ، وأصوَاتُ خَرخشة تَنبعِث مِن الخَلفيّة

الجِهبِذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن