ثَمانِية ' انكِشاف '

63 8 0
                                    

" M "
---

" أينَ كُنتِ ؟ "
سَألها جُوناس ، إثر اختِفائها خِلال الأربَعة ساعاتٍ المَاضِية دونَ عِلم أحدٍ مِنهم ، وفِي مُنتَصف سَاعات العَمل كذلِك

' لَقد طَرأ لِي ظَرفًا استَدعى مُغادَرتي ، أعتَذِر '
قَرأ ما دَوّنتهُ لِيُومِئ بِتعابِيرٍ مُستغرِبة ، هوَ لَم يقتنِع بِحُجّتها الواهِية ، لَكِنّ ذِهنه كانَ مُنشغِلًا بِالطَيّار المُشرِف ولَم يَملُك الوَقت لِلتفكِير بِأيّ شَيءٍ آخَر

وتَبع ذلِك بِلَحظات ، قُدوم المُنقِذين الثَلاثة

أوه .. ثَلاثة ؟

' لِترقُد بِسَلام .. '
فَكّرت بِها بِاستِخفاف بَعد أن تَذكّرت جُثته المُستلقِية بِعَشوائِي عَلى أرضِية المِروحية ، هيَ مُكبّلةً إيّاهم ثُم إيرِين الَذي تولّى قِيادتهم ، وإلى جانِبه أشقَرٌ مَا .. ~

عَلِمتُ بِمَا قَد حَدث ، لَكِنني صُعِقت بِفِكرة أنّ إيرِين هوَ النَاجِي الوَحيد مِن تِلك الحَادِثة

أمَاتَ آرمِين الَذي كانَ سَبب تَحطُم الطَائِرة حَقًا ؟
رَدعتُ ابتِسامَتي حِينَها بِكُل ما أوتِيتُ مِن قُوّة

هوَ لَن يُظهِر نَفسه هَكذا قَائِلًا ،
' مَرحبًا رِفاق أنا المُؤسّس الحَقيقي لِشرِكة فِيرِيوس وأتيتُ لِتَفجِير طائِرتكُم الحَديثة بِمُساعَدة رَفِيقي لِأنّنا كُنا نَشعُر بِالمَلل '

وقُدوم إيرِين الًذي تَظاهر بِكونِه الطاهِر المُتفانِي لِأجل رِفاقِه الأُلى بَاتوا غَداءًا لِلدِيدان ، ودِدتُ مُسايرتِه لَكِن مُناداتِه لِي بِالسَاقِطة كانَ غَير مُتوقّع ، لَم أخَل أنّ ذاكِرته قَد تَشوّشت فِعليًا حَتّى يُشهِر بِنفسِه أمامَ المُنقِذين الَذين بِالكاد أقنعتُهُم بِمُساعدتنا ، وتَكبِيلِي إيّاهم أثنَاء نومِهِم لَم يَكُن بِتصرُف ظرِيف عَلى مَا أعتقِد ..

" آرمِين ، ما التَالي ؟ "
سَألتُه حِينها بَعد أن أكّدتُ غَفوة المُنقِذين ، والآخَر قَد تَنهدّ أثنَاء عَقدِه لِذِراعَيه

" سَنُدمّر لَهم احتِفالهَم السَنوي أيضًا ، سَأكتَفِي بِهَذا
لِلآن "

عاينتُ خِلسةً ، إيرِين الَذي كانَ صامِتًا طِيلة الوَقت المُنصرِم ، لَم يَبدُ بِأنّه يَستمِع لِأيٍّ مِنّا حَتّى

" آرمِين ، "
نَطق بِها البرُوزني ، واستَدار الآخَر بِرأسِه مُهمهِمًا

" لِمَن كانَت تِلك ؟ "

" أعنِي الاثنَتا عَشر قُرصًا .. "
أكمَل سُؤاله بِبحة هادِئة ، والآخَر مَطّ شِفتَيه أثنَاء بَحثِه فِي ذاكِرتِه

" حَاولتُ الانتِحَار ، بَعدَ أن علِمت بِما كُنت سَتُقدِم عَلى فِعله "
نَبس بِها بِهُدوء أثنَاء ارتِفاع ابتِسامة الآخَر السَاخِرة

" بَعد قتلِك لِجَان إثر وَضع السُمّ داخِل مَشروبِه ، هَذا وَضّح لِمَ لَم يَستطِع السَيطرَة عَلى المَطبّ الهَوائِي ، وعَلِمتُ بِأنّني التالِي ،، لَكِنني لَم أفعَل "

" لَن أدعَك تَنجح بِما ترجُوه "

جَحُظت عَيناي عَلى وَقع كلِماتِه الَتي نَطقها بِكُل أرِيحية كَما لَو أنّه يَتحدَث عَن قَهوتِه المُفضّلة

" لَم أكُن فِي صَفّك مُن البِداية "
بَصقها ساخِرًا أثنَاء تَمسِيدِه بِيَدِه عَلى مَعِدتِه

" أنا لا أتبَعُ أحدَكُما ، أنا أتّبع هَواي "

" أنَا حُر . "

---

---

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
الجِهبِذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن