تِسعة ' احتِياج '

66 9 6
                                    

" M "
---

ذُهِلتُ كِفاية لِعَدم إصدارِي أيّ صَوت بِما انزَلق مِن ثَغرٍ كُلٍ مِنهُما ، كُنتُ الوَحيدة غَير العالِمة بِمَا يَجرِي

لَم يَكُن فِي صَفِنا قَط ..

مَا الَذي يَحدُث بِحَق الإله !

" لَم تَكُن فِي صَفِنا ؟ كُف عَن التصرُف
بِصبيانِية إيرِين ! "
صاحَ بِه آرمِين الَذي انتَفض مِن مَكانِه ، يَسحبُ أنفَاسه المُثقَلة بِصُعوبة وناظِريه مُثبّتين عَلى الَذي يَنظُر لِلأمَام بِتعابِيرٍ غَير مُكترِثة

" لِمَ ؟ "
تمتمَ بِها ، والآخَر عَقد حَاجِبيه بِنَفاذ صَبر

" كُف عَن التحدُث بِالألغَاز وفلتُبصِق بِشَكلٍ مُباشر ! لِمَ قَتلتَ جَان ؟! "
كرّر سُؤاله بِرصّه عَلى حُروفِه ، وإيرِين قَد نَقر زِر الطيّار الآلِي ليَستقيم هوَ الآخَر عاقِدًا ذِراعَيه إلى صَدرِه ، بِمحيا مُرتاح مُرتخٍ

لَم أكُن سِوى بِمُتفرِجة لِما يَحصُل ، وشَككتُ حِيال هُبوطنا عَلى أرض الوَطن أحياءً ؛ بَل أن أحدهُما سَيقتُل الآخَر

إن كانَ آرمِين هوَ العَقل المُدبّر لِكُل ما يَحصُل ، وبِمُعدل ذَكاء يَزِيد عَلى مَائة وسِتّون ،، إيرِين يمتلِك كِلاهما
قوّة لِعقلٍ وبَدَن

شابَكتُ ذِراعاي أنا أيضًا أثنَاء جُلوسي ، أتطلّع لِما سَيؤول إلَيه الأمر

" لَا تَتظاهر بِكونِك الأخ الصالِح الآن بَعد مَضي عِشرون عَامًا ، ألَستَ مَن دَبّر مَقتلًا لِوالِدته فِي عُشِية لَيلة المِيلاد ؟ لَطالما كُنتَ خَسيسًا ، آرمِين ! لا تَتظاهر بِالطَهارَة الآن ! "
نَطقَ بِها بِهُدوءٍ استفَزّ القابِع أمامَه أكثَر ، تشدِيده عَلى قَبضتِه وهَيئتِه الَتي غدَت تَرتجِف إثر نَفاذ صَبرِه

" لِمَ تَخلّيت عَنّا ! اتّفقنا جَميعًا عَلى تحطِيمهم مُنذ النَواة ! أنتَ المُتضرّر الأكبَر بِسَببهِم ! أليَسوا هُم مِن أقامُوا تَجارُبًا لِطائِراتِهم فِي سَماء الأريَاف وسَبّبوا مَخاطِرًا لِلمحلّات السَكنِية هُناك وبِضمنِهم منزِلك ؟ ألَم تَمُت والِدتك فِي حرِيق لِحُطام طائِرة ؟ ألَم ينتحِر والِدك بِسَبب هَذا ؟ أجِبنِي ! "

" اخرَس ! "
صَرخ بِها بِنبرةٍ أعلَى مِن خاصّة الأشقَر ، وأعتقِد أنّ الحَق مَعهُ هُنا ؛ لَم يَجدُر بِآرمِين تَذكِيره فِي كُل ما حَصل حِينها

كِلانا نَعلم ما لِهَذا الأمر مِن تَأثِير عَلى حَياتِه ، كِفايةً لِدَهشتي بَعد قولِ أنّه سَيلتحِق بِجامِعة طَيران ، وشارَكهُ آرمِين فِي ذلِك ،، إذ كانَ فِي خَضم تَأسيسِه لِفِيريوس ،
أمّا أنا ؛ فالتَحقتُ بِجامِعة هَندسَة الطَائِرات

الجِهبِذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن