" A "
لَن تَستطيع مُحارَبة المُجون
إلّا بِأن تُصبِح واحِدًا منهُم ، لَن أستَطيع الوقُوف عَلى كَعباي والجَهرُ عالِيًا بِأنّ قِلّة حِيلتي سَتُؤدي إلى نَصري ، لِأنَني بَطل أسعَى لِلخَير
هَذا مَحض هُرَاء
لَكِن الأسوَء مِن هَذا بِرِمّته ، هوَ أن تَرى تَابِعًا مُحِكمًا إغلَاق ثَغرِه ، مُتناسِيًا ومُتجاهِلًا لِلإثم المُلوّث لِمُحيطِه ، يَظُن بِأنّ هَذا سَيُحتِم مَصيره بِالهَناء لِحِين مَماتِه
لَطالما كُنتُ مُمتعِضًا مِن أفعَال ايفِيرسون ، كُلّ يَومٍ والَذي يَليه يَزداد بُغضي لَهم بِالتوغّل داخِلي حَتّى شَعرتُ بِه كرِيحٍ حارِقة فَتّاكة تَنهش أعضائِي وجوارِحي ، رُؤيتي لِلصِبية الصِغار يَحترقون أحيَاء إثر الأنقَاض المُتطايرَة ، مَنازِل غَدت فِي أعمَاق أنهَار الرِمال وعِدّة مُشوّهين ، أكادُ لا أنسَى الَذي رَأيتُ رَأسه يُحلّق أمامِي
وبَغضتُ أكثَر ، أنَني كُنت الوَحيد المُنزعِج مِن هَذا ، لَم يبدُ أن الكَستنائِي الأطوَل مُكترِث بِأيّ شَيءٍ آخَر سِوى مُقلتَيه المُثبّتين عَلى الدَعجاء الَتي تكبُره بِضع أيّام
كَما لَو أنّهم يَعِيشان فِي وَسط أشجَار الكرَز وفَوح الزُهور
لِذلك قرّرتُ حِينَها ، جعلِها يَذوقان مَرارة ذلِك الشُعور عَن عَمد
مَوت السيّدة ييَغر ، انتِحار السيّد ييَغر ، احتِراق والِدة مِيكاسا حَيّة
بِتُّ آثِمًا بِذاتِي وبِسَبب غَايتي الأنانِية ، لَم أرضَ أنَني فَقط مَن كانَ البُغض يَنهش أحشائِه ويلتهِمه بِبُطء ، بِما أنّهُما صَدِيقاي أيضًا ..
ألا بَأس بِأن يَتجرّعا ذَات كَأسِي ؟
سِرتُ فِي الطَرقات الحالِكة ، بِقدمٍ تَخطو لِلأمام والأُخرى تُسحب خَلفها ، مُمسِدًّا عَلى عِظام فَكّي إثر مُناوَشتي مَع الكَستنائِي قَبل الهُبوط
سارَعتُ بِالمُغادَرة نَحو اللامَكان ، ومِيكاسا الَتي أيقَظت فَرِيق الإنقَاذ وتوجّهت بِالعَودة لِايفِيرسون لِإظهار أنّ الأمر طَبِيعي ؛ فَرِيق الإنقَاذ أتوا بِرِفقة الطيّار إيرِين ، لا وجُود لِرئيس فِيريوس ولا لِلخائِنة ، حتّى لَم يَعلموا عَن المُنقِذ الَذي قُتِل فِي تِلك البِلاد
كُل شيء كانَ مُتوافِقًا ، بِلا هَفوات أو فَجوات
أطلَقتُ شَخِيرًا حِين اتّكأتُ عَلى حائِطٍ مُهترِئ ، مُسنِدًا رَأسِي لِلوَراء أثنَاء إطلاقِي لِقهقهة مُستخِفّة
كانَ إيرِين يَعلم بِكُل شَيءٍ بِالفِعل ، لَكِنّه قَرّر السَير مَع هَواي ، أخالَني أُضحوكَة ؟ أم أنّه استمتَع بِرُؤيتِي أبكِي فِي جِنازة السيّد ييَغر الَذي كُنتُ سَببًا فِي تَعاستِه ؟
أيّ نوعٍ مِن المُختلّين هوَ بِحَق الإله ..
لَكِن بِلا شَك ، أنا أيضًا لَم أخالَهُ مُغفّلًا قَط ، عَلِمتُ بِأنّه سَيُوجّه أصابِع الاتّهام نَحوِي بَعد اكتِشاف أمرِي فِي أيّ لَحظة ، خِلتُه سيَكتشِف
لا أن يَعلم بِكُل شَيء مُنذ النوَى
أطلقتُ ضِحكة مُتقطّعة بِسَبب ألَم فَكّي الَذي لَم يُمكنّني مِن فَتح ثَغري والبَصق حَتّى ، أرحتُ كفّي عَلى مَعِدتي أثنَاء مُحاولَتي لِتَنظِيم أنفَاسِي
رَغم كُل هَذا ، الأمرُ يَجرِي عَلى قَدمٍ وسَاق
لَستُ بِمُكترِث حِيال عِلم إيرِين بِالأمر أم لَا
أنا سَأستمرّ بِالتَقدُم ، عَلى أيّ حَال
لِأُدمِرَنّهم ، لِأقتُلَنّهم
حَتّى ينقشِع غَشاء إثمهم .
---
أنت تقرأ
الجِهبِذ
Fanfic- [ مُكتَمِلَة ] - حُسنٌ بَديع تَجلّى فِي دَعجاء المُقلَتين ، مَا لَها تُشهِر بِرِماحها الفتّاكة نَحوي ؟ مَا لِي أرَاني خَالِيًا ، مُتهدّجًا فِي حِينٍ كُنتُ فِيه شَامِخًا ؟ • إيرِين • مِيكاسا - جَميع حُقوق الكِتابة والتَأليف إضافَةً إلى الغِلا...