[مجنون الحفرة]

164 5 4
                                    

المشهد الأول :(منزل العائلة)
* و بعدما جهزت سعادات الطعام ، قالت : ألن تنزل أمي و كارما إلى الطعام ؟
داملا : إتركيهم الآن ، ليأكلوا لاحقاً .
* فنظرت إليها سعادات بقلق ثم وضعوا الطعام علي الطاولة و إستدعوا الباقين ليأتوا .
ـ فكان ياماش و إيفسون يلاعبون إبنتهم و إبنة چومالي في شرفة المنزل ، فجاءتهم داملا و حملت إبنتها و قالت : هيا إلى الطعام.
* فعندما دخل ياماش الصالة حيث توجد طاولة الطعام ، نظر حوله و قال : أين الباقية ؟
سعادات : كارما في غرفة أمي ، في الغالب لن ينزلوا الآن .
ياماش : و أكين ؟
* فنظرت سعادات و داملا إلى بعضهم و لم يردوا ، فقالت ياسمين : لديه عملاً ، لن يتأخر.
ياماش : أين ذهب ؟
ياسمين : لم يخبرني .
فتوجه ياماش إلى سعادات و قال : و صالح ؟
فقالت سعادات بغضب : إنه في غرفته ، لن يأتي .
ياماش : لماذا ؟
فعلا صوت سعادات و قالت : لا أعرف ، إذهب و اسأله ... الفتاة بخير و كل شيء أصبح جيداً و هذا يعيش حالة إكتئاب في غرفته .
فهز ياماش رأسه و قال : حسناً .
* ثم بعد ذلك خرج من المنزل .
المشهد الثاني:(مديرية الأمن)
* ذهب أكين إلى مديرية الأمن مجدداً ، إلى مكتب النائب العام مباشرةً ، و لكنه وجد المفوض أمير أمامه .
المفوض أمير : عساه خيراً يا سيد أكين ؟ لقد ذهب محاميكم للتو .
فابتسم أكين بتكلف و قال : أريد أن أتحدث مع النائب .
المفوض أمير : في أي موضوع ؟
أكين : هل عليّ أن أخبرك ؟
المفوض أمير : لا إنه مجرد فضول .. كما إنني معجباً بكم و بحيكم كثيراً ، لذلك أريد أن أتعرف عليكم أكثر .
ابتسم أكين بسخرية و قال : شكراً لك يا حضرة المفوض ، و لكن مع الأسف نحن لا ندخل الغرباء إلينا .
* قال ذلك ثم طرق علي الباب ، فقال المفوض : النائب ليس بالداخل ، لقد خرج للتحقيق في قضية .
* فلم يصدّقه أكين و فتح باب المكتب فجأة ، فلم يجد أحداً حقاً ، و لكن المفوض غضب كثيراً و قال : هل تعرف إنني يمكنني أن أعاقبك بتهمة إقتحام مكتب النائب العام ؟
فابتسم أكين و قال : أي إقتحام يا سيد أمير ؟ إنه مجرد فضول .. علي كل حال ، عملاً موقفاً .
* قال له ذلك ثم ذهب ، و عند خروجه من المديرية رأي أحد الشباب من رجال الأمن ، ففكر قليلاً ثم ذهب لبضع دقائق و عاد مجدداً و معه لفة طعام ، فذهب و وقف مع أحد رجال الأمن و قال له : طاب يومك يا أخي .
* فأومأ له الشاب برأسه ، فتابع أكين و قال : هناك رجلاً في الحبس يدعي چومالي كوشوفالي ..
فقال الشاب : أعرفه .. إنه يثير الجدل إلى الآن .
أكين : أريد أن أعطيه هذا الطعام .
فقال الشاب : إذهب و خذ إذناً من المفوض و أعطيه لهم في الداخل .
* فأخرج أكين من جيبه ورقة نقود مطوية و وضعها في جيب ذلك الشاب خلسة و قال له : ليس هناك داعي يا أخي ، إنها شطيرة صغيرة.
فقال الشاب : هل يمكنهم تفتيشها بالداخل ؟
أكين : بالطبع .. إنه طعام ، لا يوجد بيه شيء .
فأخذ الشاب منه لفة الطعام و قال : حسناً .
* فأخرج أكين من جيبه ورقة و أعطاها له و قال : و هذه أيضاً .
* فأمسك الشاب بالورقة و قرأها ، ثم ابتسم من جانب فمه و قال ساخراً : ما هذا يا أخي؟
فقال أكين : عمي عقله ليس بخير كثيراً .. إخبره بهذا و سيهدأ علي الفور .
* فأخذها منه الشاب و دخل إلى الداخل ، و ذهب أكين بسيارته .
* فذهب الشاب إلى غرفة الحجز ، فكان هناك شرطيان يجلسان علي مكتب أمام زنزانة چومالي الذي مازال يصرخ و يشتم و يضرب بيده و رأسه القضبان الحديدية ، مثلما كانت تفعل إبنة أخيه قبل قليل .
فقال الشاب : عملاً موفقاً يا سيدي ، هناك أشياء لچومالي كوشوفالي .
قال الشرطي : ما هذا ؟
فأعطاه الشاب اللفافة و قال : إنه طعام يا سيدي ، جلبه إبن أخيه .
الشرطي : طعام ماذا يا بني ؟ هل هذا المجنون سيأكل ؟
و قال الشرطي الآخر : كما أن المفوض قال ألا ندخل إليه شيئاً ، من الممكن أن يهرب إذا فتحنا له .
فقال الشاب : ليس هناك داعي أن نفتح له ، سندخلها إليه عبر القضبان ، كما أن هناك هذه الورقة ، قال قريبه إنها ستهدئه .
* فقام الشرطي بتفتيش الطعام ثم أخذه و نهض إلى چومالي ، وقف أمامه و قال : چومالي كوشوفالي .. هناك زيارة طعام لك .
* فتقدم چومالي منه ثم ضرب برأسه في الحديد مجدداً و صرخ و قال : ماذا ستفعلون بي ؟ لا أريد أن أظل في السجن يا هذا ، ليقتلني أحداً يا هذا .
فنظر الشرطي الثاني في الورقة و قال له : هناك رسالة من إبن أخيك يا چومالي ، إنه يخبرك « إن وردتك بخير ، و الأخت سعادات تعتني بها كالعادة ».
* و أثناء ما كان چومالي يصرخ و يصيح ، سكت فجأة و تجمد وجهه و قال : ماذا ؟
فاندهش الشرطي و نظر إلى زميله و قال : وردتك بخير يا چومالي لا تقلق .
* فصمت چومالي و تذكر إخوته عندما كانوا في الجلسة ، كيف كانوا صامتين هكذا و لم ينهاروا مثله لموت الفتاة ؟ هل كانوا سيبدون بهذا الثبات لو كان الأمر حقيقياً ؟ بالطبع لا .
* أما الشرطيان فكانوا ينظرون إليه و يضحكون ، إنه مجنون تماماً ، فقال أحد الشرطيان : أظن إنه سيأكل الآن .
* فذهب إليه و أدخل لفافة الطعام من بين الحديد بحذر ، و لكن فجأة هاج چومالي مجدداً و أخذ يركل بقدمه و يضرب برأسه أكثر من ذي قبل ، و لكن ربما هذه المرة لأن إخوته كذبوا عليه .

الحفرة الموسم الخامسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن