[وردة أفغانستان]

395 6 1
                                    

(المشهد الاول) ارغستان. قبل 3سنوات
*في صحراء أرغستان الحارقة ، استيقظ فارتولو و وجد نفسه مقيداً في ساحة صحراء تشبه ساحات الحرب و حوله بعض الأفغان يتحدثون بين بعضهم و ينظرون إليه ، و هو لا يعلم شيئاً و لا يفهم ماذا يقولون
فارتولو : من أنتم و ماذا تريدون مني ؟
* لم يرد عليه احد.
فارتولو : هل أنتم رجال شاتاي ؟ جنكيز؟
* أتى إليه رجلا ضخما و صرخ عليه بكلاماً غريباً لم يفهمه فارتولو ، وظل الرجل يصرخ في وجه و كأنه يستجوبه ، و لكن فارتولو لا يفهم شيئاً . فصرخ عليه هو الآخر و قال.
فارتولو : **** يا هذا ماذا تقول أنا لا افهم شيئاً.
* ف لكمه الرجل علي فمه.
و فجأة عمت الفوضي المكان و أصبح حقاً ساحة للحرب
كان الرصاص يتتطاير حول فارتولو و هو ما زال مقيداً في منتصف الصحراء و لا يستطيع أن يفعل شيئاً.
حتي ظهر أمامه شخصاً ملثماً يرتدي زياً اسود ، يقاتل مثل النينچا ، قام بفك قيوده.
ثم قال له : هل أنت من رجال صبّاحي؟
قال فارتولو : صبّاحي من ؟
* ثم أدرك إنه يتحدث بالتركية ، ف فرح كثيراً و قال له
فارتولو : هل أنت تركي ؟
* نظر إليه و لم يجاوبه ، و كان يبدو من صوته إنه صبياً في عمر الرابعة عشر علي الأكثر.
ترك فارتولو و ذهب ليكمل القتال ، و لكن لم يكمل الخطوتين حتي رجع مجدداً ليعطيه سلاحاً.
إنتهت المعركة بالفوز و أخذوا ذلك الرجل الضخم الذي لَكمَ فارتولو في سياره لها صندوقاً كبيراً ، وضعوه في الكرسي الأمامي بجانب السائق و معه رجلا آخر ، و رجال رشيد في الصندوق الخلفي و معهم فارتولو .
* بعد مرور بعضاً من الوقت ، كان فارتولو يريد التحدث ولكنه كان خائفاً ، ف فكر أن يلطّف الجو أولا.
فارتولو : شكراً لك يا بني ، ما شاء الله لقد قاتلت بشكل جيد للغاية
* نظروا إلي بعضهم و لم يرد أحداً عليه.
فارتولو : لقد قفرت من الأعلي هكذا و حطتُ عليهم جميعاً ماشاء الله.
* لم يرد أحداً مجدداً ، و يبدو أن ذلك الملثم قد أستاءه من كلام فارتولو.
فارتولو : تبدو صغيراً للغاية متي تعلمت كل هذا يا بني.
* في ذلك الوقت كانوا قد وصلوا إلى حدود عشيرة رشيد فضل الله ، ثم خلع ذلك الملثم قناعه ف ظهرت كارما من تحته ، ف تجمد وجه فارتولو و لم يقل شيئاً.
كارما : نعم ، و الآن إذا قلت لي يا بني ثانيةً سأفرغ هذا في منتصف رأسك.
*و أشارت إليه بالسلاح ، ثم قالت.
كارما : أنا امزح لا تخف .
ثم تابعت : إذاً ما أسمك ؟
* فكر فارتولو قليلاً ثم قال : ميدات.
ثم تابع : إلى أين نحن ذاهبون ؟
قالت كارما : من أين أنت يا أخي ميدات ؟
قال فارتولو : من تركيا.
* نظرت كارما إلي عبدول الذي لم يتوقف عن النظر إلى فارتولو منذ صعودهم إلى السيارة.
كارما : هل تمزح معي ؟ من أين في تركيا يا هذا؟
قال فارتولو : من إسطنبول.
كارما : اوووه و من قلب العاصمة أيضاً .
* ابتسم عبدول بسخرية ولكنه أشاح بوجهه حتي لا يرآه أحدا.
فارتولو : لا لا ليست العاصمة ، أنقرة هي عاصمة تركيا .
* نظرت كارما إلى عبدول ف وجدت علي وجهه ابتسامة ساخرة.
كارما : حقاً ؟ عفواً أنا سيئة في الجغرافيا ، و لكنني جيدة جداً في الرياضيات.
* قالت هذه الجملة و تغير مزاجها علي الفور، ثم ذهبت إلى مقدمة صندوق السيارة ، وشردت .
وصلوا إلى عشيرة رشيد فضل الله و همّوا الرجال لكي يأخذوا آسيرهم من السيارة ، يبدو إنهم كانوا ينتظرونه
أتى رشيد من الخيمة و عندما رآه فارتولو إندهش و لكن اطمئن قلبه ، و لكن دهشة رشيد لرؤيته كانت غاضبة قليلاً ، فعندما رآه قال .
رشيد : كارما ، اذهبي أنتي الآن.
* كانت كارما تنتظر أن يمدحها كعادته لقيامها بعملاً جيد ، و لكن لم يفعل ، ف ذهبت و هي مستاءةً منه.
قال رشيد : فارتولو سعد الدين ، ماذا تفعل هنا ؟
فارتولو : و الله يا أخي كان لدي بعض الاعمال و لكن خرج الأمر عن السيطرة قليلاً. و لكن ليسلمه رجالك قد جاءوا إلى في الوقت المناسب.
* ابتسم رشيد و اخدوه إلى داخل الخيمة ليستريح.
كانت كارما غاضبة من معاملة رشيد لها ، ف ذهبت إلى الخيمة التي وضعوا بها الأسير ، كان مقيدا في الكرسي.
وعندما دخلت إلى الخيمة قالت.
كارما : لا تؤخذنا يا أخي هل تركناك بمفردك؟
ثم تابعت : و ما هذا ؟ هل يعقل أن يربطوا الضيف هكذا؟
نحن آسفون جداً لهذا.
* و بدأت بفك الأحبال من عليه ، ومن ثم علقته من رجله في السقف ، و تدربت عليه قليلاً .
*كان فارتولو و رشيد جالسون يتحدثون في الخيمة ، ثم أتى أحد رجاله (عابدين) و مال عليه ثم قال له : أبي كارما حولت الرجل إلى كيسا رمل .
فقال رشيد : أحضره إلى هنا علي الفور.
ثم تابع : لا تؤاخذني يا فارتولو ، علي أن أحل عملي الآن.
فارتولو : لا يهم يا أخي ، ونحن لدينا من هذه الاعمال أيضاً .
* أتي عابدين بالرجل ، و كان وجهه مغطي بالدماء ، دخلت كارما و قالت لعابدين.
كارما : لماذا تعبث بأشيائي يا هذا ؟
قال لها رشيد : أصمتي ، ما هذا الذي فعلتيه به ؟
كارما : ماذا فعلت به ؟ مازال وسيماً للغاية.
* قالت هذا و هي ترفع وجه الرجل من شعره و تفحصه،
ضحك فارتولو و نظر إلى رشيد . ولكن رشيد لم يضحك
وقال : حسنا أذهبي الآن.
كارما : لماذا ؟ أليس عيباً ؟ لقد أتانا ضيفاً من إسطنبول ألا نرحب بيه و نجلب له طعاماً ؟
*ثم نظرت فوجدت الكثير من الطعام أمام فارتولو.
ثم قالت : نعم لقد فعلتم ، حسنا ألن ناخذه في جولةً ليري عشيرتنا و زرعنا و بهائمنا و ما شابه ؟
قال رشيد غاضباً : كارما أذهبي إلى الخارج.
* خرجت غاضبة و ذهبت بعيداً عنهم .
كارما كانت متلهفة إلى مقابلة أحداً من إسطنبول .
و بعض مرور أكثر من ساعتين ، كان الليل قد حل عليهم
بدأ فارتولو يستعد للذهاب ، لقد شكر رشيد علي حسن إستضافته ، و كان يبحث عن كارما لكي يشكرها أيضاً
ف جاءت عندما رأته يذهب و قالت.
كارما : ماذا تفعل هل ستذهب الآن ؟
فارتولو : نعم ، و لكن لم أكن لأذهب إلى أي مكان دون أن أشكرك أولاً ، لا أعرف ماذا أقول ، ولكن سلمت كثيراً يا إبنتي ، أنا مديناً لكي بحياتي ، عليك أن تفتخر بها يا أخي.
* و توجهه بكلامه إلى رشيد
قال رشيد : أنا أفتخر بها يا فار... يا أخي ، لا تقلق.
قالت كارما : لا يمكن أن تذهب الآن ، إنتظر حتي الصباح ، أو حتي يمكن أن تظل هنا حتي ينتهي الزفاف ، ما رأيك ؟
* نظر إليها رشيد و قد تضايق كثيراً .
ثم تابعت كلامها : ألم تدعه إلي العرس يا عمي ؟
* لقد تجمد رشيد في مكانه و لم يعرف ماذا يقول ، و قد إندهش عبدول كثيراً لمعاملتها لهذا الغريب ، حتي إنه ظن أنها تسخر كعادتها.
قال رشيد : لا تؤاخذني يا أخي لقد انشغلت بالعمل و نسيت دعوتك ، عرس حفيدي عبدول في الغد ما رأيك أن تحضره معانا ، و بعد ذلك سنوصلك إلى مكان ما تريد
* وافق فارتولو علي المكوث معاهم حتي نهايه العرس
و أتوا إليه رجال رشيد ليرحبوا بيه و يتعرفون عليه جيداً.
و بعدما تركوه أخيراً ذهب و جلس بجوار كارما
قال فارتولو : ماذا تفعلين ؟
كارما : لا شئ.
فارتولو : ماذا تقربين لرشيد إذاً ؟ هل انتي حفيدته أيضاً ؟
كارما : نعم ، و لكنني أكبر من عبدول بعام.
فارتولو : هل أنتم أخوه ؟
كارما : لا و لكنه مثل أخي
فارتولو : الحقيقه لا تبدين لي إنك من هذا البلد.
كارما : لماذا ؟
فارتولو : النساء هنا لا يخرجون ، و يرتدون البراقع ، بينما أنتي ..
* و قبل أن يكمل قالت : لقد أتيت إلى هنا منذ عامين فقط ، قبل ذلك كنت... ، كنت أعيش مع أبي في إسطنبول ، ولكنه توفي لذلك أتيت إلى هنا ، و لكن عمي يريدني أن أرجع إلى إسطنبول مجدداً وأعيش معه ، سأذهب أساساً ، أنا فقط أنتظر أن ينتهي عرس عبدول.
* كانت تتحدث و هي متحمسة كثيراً للعيش مع عمها في إسطنبول ، ولكنها كانت مندهشة بعض الشيء ، إنها تتحدث إلى رجلاً لا تعرفه ، وتخبره عما تريد فعله ، لقد مر وقتاً طويلاً علي رؤية كارما ودودة هكذا.
ثم أتى العرس و قد مر علي أكمل ما يكون ، بالتأكيد فهو عرس حفيد رئيس العشيرة ، كما أن عبدول مشهوراً جداً في بلدته. و بعد العرس تجهز فارتولو للرحيل .
لا تعرف كارما لماذا كانت حزينة لمغادرة فارتولو ، و كانت مصرة علي أن تقوم بتوصيله إلى إسطنبول ، لكي تضمن سلامته ، ولكن رشيد رفض و أرسل معه بعض الرجال.
(المشهد الثاني) منزل السيدة مليحة الآن
*فارتولو جالساً منهاراً علي الأرض ، و أمامه الكثير من الأوراق المبعثرة ، و عينه مثبتة في الفراغ ، بينما كان مازال ممسكاً بصورة الفتاة ، وقد تذكر رحلته إلي أفغانستان .
حاول أن يعود إلي وعيه ، ف قام و خرج من منزل السيدة مليحة ، وأتصل ب ميدات.
فارتولو : ميدات أذهب إلي البيت و أحضر جواز سفري ، فوراً ، سأنتظرك عند المقهي.
ميدات : إلى أين يا أخي ؟
* لم يرد عليه و أغلق الهاتف في وجهه...

أراكم لاحقاً في جزءاً جديد..

الحفرة الموسم الخامسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن