[نحن نشرق مع الحفرة]

103 3 7
                                    

المشهد الأول :(الحفرة)
* ذهب ياماش إلى المقهى ، وقف أمام دكان الأخ محي الدين ، كان الدكان مفتوحاً ، نظر ياماش إلى داخله ، فوجد ميكي نائماً علي الكرسي ، و بيده صورة أبيه « محي الدين » .
ـ تركه ياماش كما هو ، و لم يوقظه .
ـ ذهب إلى السلم الذي بجانب الدكان ، و صعد فوقه ، عند شعار الحفرة مباشرةً ، كان ينظر تارةً إلى الشعار بالخلف ، و تارةً أخرى إلى الأمام في الأسفل ، كان عقله مشوش للغاية ، و يحتاج إلى التفكير بمفرده ..
المشهد الثاني :(منزل العائلة)
* عادت كارما إلى المنزل ، ثم دخلت إلى غرفتها مباشرةً ، لأن عبدول كان يتصل بها ، و هذا الذي أفلتها من يد السيدة سلطان ، فعلي الرغم من ذهاب سالم معها ، إلا إنها كانت ستعاتبها علي تأخيرها ، و لكن هذا الإتصال أربكها ، فلم تفعل السيدة سلطان شيئاً سوي إنها رمقتها بعينها فقط .
كارما : عبدول ، كيف حالك يا أخي ؟ و كيف حال الجميع ؟
عبدول : نحن بخير ، لا تقلقي ، لقد عاد اسكندر منذ قليل ، و لكنه يبدو غاضباً ، ماذا حدث عندك ؟
* لم تعرف كارما ماذا تخبره ، و خافت أن تكذب عليه ، ف عبدول يستطيع كشفها علي الفور ، فلم يكن أمامها سوي أن تقول له الحقيقة .
كارما : إنه غاضب من عمي ياماش ، كان يظن إنه سيساعده ، و لكنه لم يفعل .
عبدول : عمك متورط في هذا الأمر يا فتاة ، كيف لم يفعل ؟ كارما ، لا أريد أن تسيئ الفهم ، و لكن اسكندر ليس عليه خطراً من هؤلاء الرجال لأننا بجانبه ، و لكن أنتم ؟ إن كان الأمر يخصك تعرفين إننا لم نتردد لحظة في حمايتك ، و لكن الوضع مختلف الآن ، ياماش كوشوفالي ساعدنا كثيراً ، نعم ، و لكن تعرفين ، لا يمكننا التصرف من تلقاء نفسنا .
كارما : أعرف ، و لكن عقله مشوش الآن ، إنه لا يهتم بهذا الأمر فقط ، هناك الكثير من المشاكل في الحي ، و عليه أنـ ..
قاطعها عبدول و قال : بالمناسبة ، لقد جاءني رسول اليوم من الطرف الآخر ، يقول لا تقلقي ، إن كل شيئاً علي ما يرام في الوقت الحالي .
فرحت كارما كثيراً و صاحت قائلة : لا إلهي! حقاً ؟ هل حل أخي نزات الأمر ؟
عبدول : ماذا تقولين ؟ أنا لم أفهم شيئاً .
كارما : هذه الرسالة أليست من أخي نزات ؟
قال عبدول و هو يلوي فمه : نعم ، من أخيكي نزات ، ماذا يعني ذلك ؟ ما الأمر الذي حله ؟
كارما : إنها قصة طويلة ، سأخبرك بها لاحقاً ، المهم ، أخبرني ، ألم يقل شيئاً آخر ؟
عبدول : سأل عن اسكندر ، و عندما أخبرته إنه لم يأتي بعد ، قال إذاً إبقوه في اسطنبول قليلاً بعد ، لم أعرف من أين عرف إنه في اسطنبول .
كارما : و لكن أخي اسكندر عاد .
عبدول : نعم ، منذ قليل .
سكتت كارما قليلاً ثم قالت : حسناً ، أنا سأتصل بيه ، لا تنسي أن تبلغ سلامي للجميع ، لقد إشتقت إليكم كثيراً .
* أحس عبدول إنها تود البكاء ، فأقلقه هذا ، وقال لها : كارما! هل أنتي بخير ؟ هل هناك أحداً أو شيئاً يضايقكِ ؟
* صمتت كارما قليلاً ، تحاول أن تكبح دموعها ، إنها حقاً لا تستطيع أن تخفي شيئاً عنه ، و لكنها بالطبع لا تستطيع أن تخبره بأن عمها لا يثق بها و يعاملها معاملةً سيئة ، و أيضاً ربما يكون هو من أرسل ذلك الشبح الذي تراه منذ فترة يراقبها .
زاد قلق عبدول عندما لم ترد عليه و قال : كاارما ، قولي شيئاً يا فتاة ؟ إن لم يعجبك الوضع ، لآتي و آخذك علي الفور .
كارما : لا لا يا أخي ، أنا بخير تماماً ، فقط إشتقت إليكم ، هذا ليس سهلاً .
عبدول : لم تستطيعي خداعي ، و لكن حسناً ، ليكن هكذا ، علي كل حال ، تعرفين إنني موجوداً دائماً من أجلك ، يكفي فقط أن تطلبي
حاولت أن تكتم بكائها و قالت : أعرف يا أخي.
* أغلقت هاتفها ، و كادت أن تستسلم لبكائها ، و لكنها تراجعت .
ـ أخرجت دفتر الرسم الخاص بها ، و لكن دون أن تتصفحه ، فقط فتحته علي صفحة جديدة بيضاء ، أرادت أن تخرج حزنها و غضبها في الرسم كما أخبرتها صديقة من قبل .
ـ أمسكت كارما بالقلم ، و لكنها لم تعرف ماذا ترسم ، ظلت ممسكة بالقلم و شردت في التفكير ، ثم تذكرت ميكي ..
ـ حينها طرق باب غرفتها طرقاً خفيفاً .
كارما : تفضل .
* فتح الباب و ظهر صالح من خلفه ، دخل إلى الغرفة و قال : ظننت إنكِ نائمة .
كارما : لا ، أنا لا أنام الآن .
تنهد صالح و قال : أعرف إنكِ لم تغضبي مني ، و لكنني أردت الاعتذار .
كارما : لا تفعل ، إنني لا أحب هذه الأشياء .
صالح : أي أشياء ؟
كارما : الأعتذار ، و الشكر و ما شابه ، أظن إنه ليس هناك داعي ، فنحن عائلة في النهاية .
إندهش صالح و قال : ما هذا ؟ هل أصبحتِ تؤيدين أراء أخي چومالي ؟
كارما : ماذا تعني ؟
صالح : لقد قال لي هذا من قبل .
إبتسمت كارما و قالت : عمي چومالي هو أكثر شخصاً متفاهماً في هذا المنزل ، لا يحب المبالغة في الأمور ، كما إنه سهلاً في تعامله ، ليس معقداً مثلكم .
صالح : چومالي ؟!
كارما : نعم .
إبتسم صالح ساخراً و قال : لا أعرف كيف أقنعك بهذا و لكن ، علي كل حال ، ماذا تفعلين ؟ هل سترسمين له صورة ؟
كارما : لا ، في الحقيقة لا أعرف ماذا سأرسم بعد ، أريد أن أرسم شيئاً من أجل ميكي .
صالح : ميكي ؟ لماذا ؟
كارما : لكي يعلّقها في الدكان .
صالح : دكان الأخ محي الدين ؟
قالت كارما بحزم : إنه دكان ميكي يا عمي .
* جفل صالح عندما قالت له (عمي) و لكنه قال : حسناً ، ماذا عن صورة ل چيلاسون ؟
كارما : چيلاسون! و لكنني لا أعرف كيف يبدو ، هل لديك صورةً له ؟
* فتح صالح هاتفه ، و ظل يقلّب فيه قليلاً حتي وجد صورة ..

الحفرة الموسم الخامسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن