سرعة

7- جرعة من الخطر

__

عندما استيقظت، شعرتُ بأول ضوء صباحي يتسلل برفق إلى الغرفة المعتمة، مما جعل عيناي تتدفق ببطء لتتأقلم معه، كانت لحظة من الهدوء تلك، وكنتُ لا زلت ملتصقة بأحلامي الأخيرة، وكأنني لا أريد أن أفقد اتصالي بالعالم الآخر الذي خلقته في عقلي أثناء الليل.

مددتُ يدي ببطء لأشعر بدفء الفراش، وبعد لحظات، رفعتُ نفسي واستدرتُ على ظهري أتثائب بعمق.

واجهتُ النافدة المفتوحة أمامي وحدقتُ في ضوء الصباح الذي كان يتسلل برفق من خلال الستائر الخفيفة.

شعور لطيف بالانتعاش سرى بداخلي فقد كانت الليلة الماضية ممطرة وكانت الأرض مشبعة بقطرات المطر العذبة ولم يكن هناك ما هو أرقى من رائحة التراب المبتلة بعد المطر، كما لو كانت تحمل معها وعودًا ببداية جديدة.

انتزعتُ لحافي وأطلقتُ نفسا عميقا لأشعر برائحة الهواء العليل المليء بنسمات الصباح.

نهضتُ من السرير أنتعل نعالي الناعم أحاول اكتساب بعض النشاط والحيوية عن طريق القيام ببعض حركات التمدد.

رغم غرابتها إلى إنها مفيدة وتُشعرني بارتياح.

كانت البرودة تلامس بشرتي برفق، لذا تمددت يدي نحو النافذة، مستعدة لفتحها بعناية.

فتحت النافذة ببطء، مما سمح للهواء النقي بالدخول إلى الغرفة، وانعكست أشعة الشمس الصباحية على أرضية الغرفة لكن رغم ذلك فقد ارتجف جسدي لأن الهواء الذي صفع وجهي كان باردا.

كانت الطبيعة تتنفس بحركة هادئة ومريحة، وأنا أراقب العالم يستيقظ ببطء من حالة السكون الليلي.

ابتسمتُ تلقائيا ثم أغلقتُ عيناي للحظة مستمعة إلى الهمس الخافت لأصوات الطيور التي تغرد بفرح خارج النافذة.

هكذا، وبينما أجلس هنا أستنشق الهواء العليل ورائحة التراب بعد ليلة ممطرة، شعرتُ بالسلام يسري في كل خلية من جسدي، وكأني محاطة بحضن من الطبيعة تمامًا.

يوم جديد.

سألتقي بليلي لنبدأ يومنا بزيارة ورشة الرسم الخاصة بها، وبعد ذلك سنتوجه إلى مدينة الملاهي لنقضي وقتا ممتعا في مدينة الملاهي رفقة باقي الأصدقاء.