.....................................................................
كيف لتلك العيون البنية أن تجعلني خادعاً لها... غارق في فوجها...
.....................................................................صوت ضحكات الحي مع دقات الطبول الشعبية يملأ المكان. أضواء خرافية تعطي إضاءة خافتة تنير الابتسامات التي تظهر على وجوه الحاضرين، سواء كانوا من الكبار الجالسين على الكراسي أمام روضة من الورود الملونة، أو من الفتيات اللواتي كان يرقصن مع الشبان بثيابهن الحمراء والبيضاء وهن يضعن أحدا أنواع الورود أعلى رؤوسهن، مشعات من الفرح والسعادة.
كانت الفساتين ضيقة من المنطقة العلوية إلى أعلى الفخذين لتتبعها قطع من القماش منفوشة بطبقات عديدة من المنطقة السفلية التي تصل إلى مستوى الأرض، لتجعل أجسادهن جذابة للغاية، مع الظهر العاري يكاد يكون مغطى بمساعدة أوشحة مزينة بالورود من كل الألوان.
أما بالنسبة للشبان فكانوا يرتدون أطقمهم الرسمية، حيث كانت أقمصتهم بيضاء غالباً تحت البدلة الرصاصية اللون، متناسقة مع ربطات العنق ذات اللون الذي يتماشى مع فستان شريكتهم.
رغم أن خريف سبتمبر بدأ بفتح الأبواب بدقة ليجلس على عرشه، معلناً رسمه على أراضي شبلية بألوانه الهادئة، إلا أن سكانها لم يهتموا لذلك.
اندمجت أصوات القهقهة مع صوت زمور دراجة نارية سوداء قادمة نحو ساحة الاحتفال، التي بدأت تدريجياً بخفض سرعتها لتتوقف بجانب إحدى البنايات العتيقة. نزلت منها فتاة بإطلالتها السوداء،المكونه من بنطلون أسود اللون وسترة من الجلد الأسود مع خوذتها ذات نفس اللون، التي خلعتها بعدها ليظهر تحتها قناع ضيق يظهر منه عيناها العسليتين كلون الشمس الحارقة، لتنزعه هو الأخر سامحة لشعرها الكستنائي المموج بالتدلي على اسفل سترتها القصيرة، نسقت مع البسة جزمة عالية.
بجاذبيتها الفاتنة، سرقت نظرات الحضور الذين كانوا ينظرون إليها بحب وامتنان وشكر. ركضت إحدى الفتيات الصغيرات حنطية بشعرها المجعد أسود اللون نحوها بلهفة، تريد منها أن تأخذها إلى صدرها في حضن مطولاً لتستقبلها بحضن كبير، وهذا كان أيضا حال كل الصغار الحي، هي كانت محبوبة لهذه المخلوقات الصغيرة وهذا الشعور كان متبادلاً من ناحيتها.
- "اشتقنا لكي كثيراً". قالت الحنطية الفاتنة.
- "وأنا أيضاً، كم كبرتي يا فتاة عن آخر مرة أتيت بها إلى هنا؟" قالت ذلك بصوت رقيق.
- "نعم، قال لي والدي أن طولي أصبح كطول الغزال". تفاخرت أمام صديقاتها لتجبر ستيلا على الضحك من قلبها، لكن قاطعتها أحدى النساء الكبيرات من السن التي استحلت التجاعيد على كل جزء من جسدها، موبخة ستيلا: "لماذا لم ترتدي ثوبك بعد؟ وكم مرة علي أن أقوم بتوبيخك بسبب استخدامك لدراجة هوائية ؟" لتقف من على الكرسي بغضب متجهة بعصاها نحو ستيلا.
أنت تقرأ
لدغات الأفاعي|Snake bites
Romanceست سنوات من التخطيط، ست سنوات من تدارك النفس من فعل شيء يجعل من خططها تنقلب ضدها. حان الوقت لفعل اللازم. هل يمكن أن يتراجع المرء يومًا عن فكرة الانتقام وأخذ الثأر من شخص ما، لكي ينتصر الحب، أم لا توجد فرصة لذلك بسبب تلك العيون التي أصابها العمى، سوا...