هُناكَ حُبٌّ لا يَقولُ شَيئًا، وهُناكَ كُرهٌ يَقولُ شَيئًا! فماذا تُفَضِّل؟
------------------------༻༺------------------------بصوت هادئ قلت: "فريدريك..."، بينما ما زالت عيناي حبيسة لتلك الخضراء الناعسة.
تلك الخضراء التي ترافقني أحلامي وكوابيسي. تلك الخضراء التي سلبت مني روحي عندما هجرتها. أكون أنانية لأنني هجرتها لكي أحميها، أكون أنانية لأنني لم أخبره بالحقيقة المرة واكتفيت بالصمت، كيف كان لي أن أخبره؟! كيف؟! كيف؟! هل يا ترى بعد تلك السنين ستفهمني، بل هل ستسامحني إن علمت يوماً ما بالحقيقة؟
يقولون هناك كلام لا يقول شيئاً، وهناك صمت يقول شيئاً. كم ذلك صحيح. كم صمته هذا يفصح عن الكثير، وكم كلامي كان هناك بلا معنى.
لماذا هو هنا؟ لماذا يتواجد في إسبانيا؟ بل لماذا بالتحديد في إشبيلية؟ أم أنه انتقل إلى إسبانيا أيضاً؟ كنت على علم أنه غادر إيطاليا إلى بلده، إلى الولايات المتحدة. ماذا يفعل هنا؟ هل كان على علم بتواجدي هنا، بهروبي إلى هنا؟ لا أعتقد أنه يعلم ذالك لأنني عندما خرجت من المنزل كانت قد مرت سنة كاملة على انفصالنا. لماذا هو هنا إذن؟
لا يزال ينظر لي بنظرات فارغة، خالية من أي تعبير، خالية من أي مشاعر، خالية من تلك اللمعة في عينيه، خالية من دفئه.
وأخيراً حرك شفتيه قائلاً: "بيلا."
بيلا! بيلا وليس بيل. لقبي ودلعي الذي هو من أعطاني إياه، اللقب الذي لم يسمح لأحد غيره بمناداتي هكذا.بيلا! كم اشتقت لسماع لقبي. أيمكن للمرء أن يشتاق للقبه إلى هذا الحد؟
بل كم اشتقت له، كم اشتقت لرؤيته أمامي، كم أشتاق لحضنه، لدفئه الذي يغنيني عن العالم كله. احتضانه لي كمنزل صلب لا يمكن هدمه، يشعرك بالأمان والراحة، منزل صغير ولكن يسعني من رأسي إلى أخمص قدمي. رغم كرهي الشديد للحضن إلا أنه كان المنزل الدافئ الذي لم أعش فيه مع عائلتي. العائلة التي أدرك أخر المطاف أنني أنتمِ إليها فقط بالاسم.
شد على حاجبيه العريضين ليهز رأسه ببط منزعجاً، مستديراً بعدها نحو باب سيارته.
تلك الحرقة من جديد...
لا تذهب،
أرجوك لا تذهب،
افعل شيئاً ولكن لا تذهب.
اصرخ، اضرب، افعل كل ما تريده، ولكن لا تذهب.
لا تتركني،
لا تترك قلبي الذي تحطم عند فراقنا إلى شظايا صغيرة،
شظايا صغيرة مؤلمة تحرقني كلهيب منتقمة على ما فعلته بها، بنا، وكَنها لم تتوقف عن نبضها باسمك.
أنت تقرأ
لدغات الأفاعي|Snake bites
Romanceست سنوات من التخطيط، ست سنوات من تدارك النفس من فعل شيء يجعل من خططها تنقلب ضدها. حان الوقت لفعل اللازم. هل يمكن أن يتراجع المرء يومًا عن فكرة الانتقام وأخذ الثأر من شخص ما، لكي ينتصر الحب، أم لا توجد فرصة لذلك بسبب تلك العيون التي أصابها العمى، سوا...