Parte cinco | خيوط من ذهب

184 11 21
                                    

هَلْ يُمْكِنُ غَضُّ النَّظَرِ عَنِ الْمَاضِي وَالذَّهَابُ قُدُمًا دُونَ النَّظَرِ إِلَى الْوَرَاءِ؟
------------------------༻༺------------------------

في الماضي

بيل:

انهمر المطر البارد علي بينما كنت أركض في الشارع . المظلم والمهجور. وضعت يدي فوق رأسي على أمل أن أتمكن من حماية شعري على الأقل. لكن ذلك كان غير مجد، إذ كان بإمكاني إخراج الشامبو وغسل شعري بالمطر. لقد انتهى كل شيء بالنسبة لشعري الذي قمت بتمليسه هذا الصباح.

توقفت لاهثة عند إشارة المرور وأمسكت خاصرتي بوجهي الساخن. كيف يمكن أن تكون عائلتي بأكملها محترفة في الرياضة بينما لا أستطيع أنا حتى الركض المسافة قصيرة دون أن أستنفد؟ هل فعلت شيئًا خاطئا في حياتي أم لماذا أعاقب بعدم اللياقة البدنية ؟

- "هاي جميلتي تعالي اركبي معنا. سنوصلك". صاح فجأة شاب أوقف سيارته أمامي بشكل مفاجئ. نظرت بتذمر إلى السيارة لأرى شابين في نفس عمري تقريبًا يبتسمان لي بابتسامة قذرة.

- "ضع "جميلتك" في مؤخرتك وامض في طريقك". قلت بصوت عال للشابين، مما جعلهما ينظران إلي بدهشة. وعندما أصبحت الإشارة خضراء بالنسبة لي، عبرت الطريق أمام سيارتهما بهدوء. لكن سرعان ما أن حركا السيارة عند تقدمي هؤلاء الحمقى فجأة، ارتعبت قليلاً ونظرت إليهم بعيون واسعة.

- " اركبي معنا، هيّا نعلم جيداً أنكِ عاهرة جميلة". صاح الأخر وهو يخرج وجهه القبيح من النافذة.  غضبت، لقبض يدي على شكل قبضة واتجاهل كل ما حولي.

تجاهلت المطر البارد على الممطر على جلدي والأضواء الساطعة من السيارة التي كانت على وشك أن تعميني، وركزت فقط على ذلك الوغد. لقد تورط بالتأكيد مع العاهرة الخطأ.

ركضت بسرعة إلى الرصيف وكنت أبحث طوال الوقت عن شيء ثقيل  و صلب. وجدت حجراً كبيراً في الزاوية. التقطته بسرعة وابتسمت بسعادة. ثم استدرت وأخفيت الحجر خلف ظهري.

- "هل تريد حقا أن أركب ؟ " صرخت، مما جعلهما ينظران إلي بصدمة. رفعت الحجر على الفور وألقيته بكل قوتي على الضوء الأمامي على الجانب الأيسر.

- "هل جننت؟" صرخ أحدهما، لكني لم أعد أستمع لهما عندما ركضت بقدمي نحو الضوء وكسرته تماما. ابتسمت برضا ونظرت لهما مرة أخرى.

علامات الدهشة لم تفارق وجههما عندما سألتهما بابتسامة: "هل ما زلتما تريدان أن أركب معكما؟"

ضغط السائق على شفتيه بغضب وفتح باب السيارة بسرعة ليصرخ بعدها بكلمة "سأقتلك" راكضا نحوي.

"Fuck"، شتمت بصوت خافت وفتحت عيني على  مصراعيهما بسرعة، ودون حتى أن أرف بعيني استدرت وهربت فورًا من هناك. بينما كان الشاب يصرخ خلفي ويتبعني لفترة، ركضت بكل قوتي كأنني أسرع من البرق. لم أر في حياتي ذات الثمانية عشر عامًا نفسي أركض بهذه السرعة.

لدغات الأفاعي|Snake bitesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن