Parte siete |زوبعة الماضي

128 19 8
                                    

يُقال إن الدم لا يصبح ماءً، ولكن ماذا لو أصبح الماء دماً؟
------------------------༻༺------------------------

قبل 12 سنة، في الرابع والعشرين من سبتمبر، الساعة السابعة مساءً:

عند خزانتها، كانت تقف صاحبة الشعر الأحمر المائل إلى البرتقالي، تفكر في ما يجب أن ترتدي في حفل اليوم لتظهر فاتنة الجمال أمام أصدقائها في الحفل الذي دبرته بنفسها.

وبينما كانت محاطة بالملابس التي ملأت المساحة الفارغة من غرفتها، فُتح باب غرفتها: "ستيلا، أنا خارج الآن للعمل. نامي ولا تنتظريني، سأتأخر في العودة". كان لا يزال ينظر إلى جهازه المحمول دون أن يرفع نظره إليها.

- "ولكن يا أبي، أنسيت حفل عيد ميلادي اليوم؟ سأخرج بعد قليل"، كانت تحدق به بملامح طفولية بريئة، تنتظر جوابه.

- "لا خروج اليوم، أجّليه إلى يوم آخر. هذا قراري ولا جدال فيه. الطعام في البراد، يمكنك تسخينه إذا شعرت بالجوع"، أغلق الباب من خلفه دون أن يترك لها فرصة للاعتراض، تلك الفتاة ذات الاثنتي عشرة سنة.

هرعت ساقطة بدموعها، مستاءة من عدم سماح والدها لها بالذهاب. كيف له أن لا يسمح لها وهي كانت تخطط لهذا الحفل منذ شهور؟ كيف لها ألا تذهب وقد أخبرت كل أصدقائها بالقدوم إلى إحدى الحدائق في المدينة؟ كيف لها ألا تذهب وهي قد تأملت قدوم ذلك الولد الذي كان قلبها يرفرف عند رؤيتها له؟ كيف؟ كيف؟

سمعت صوت انغلاق باب المنزل، لتقف من جديد على قدميها، ماسحة دموعها التي بللت وجنتيها الحمراوين المنقوشتان بنمش ناعم.

- "آسفة، ولكنني هذه المرة لن أطيع أمرك. إنه حفل عيد ميلادي ولن أسمح لأحد أن يفسده"، التفتت من جديد إلى خزانتها لتخرج ذلك الفستان الذي أعطاها إياه والدها لترتديه في حفل عمله القادم. لقد تذكرت منعه لها من ارتداء أي فستان يعطيها إياه قبل الحفل. ولهذا شعرت قليلاً بالتردد، لكنها سرعان ما ألقت بذلك الشعور بعيداً: "سأعود قبل أن يأتي والدي".

------------------------༻༺------------------------

- "ماذا تعني بأنك لم تجدها في المنزل؟ لقد تركتها هناك منذ ساعة. ستجدها حتى لو اضطررت للبحث تحت الأرض!"، قال ذلك بصوت عالٍ وغاضب، ثم أغلق الهاتف وألقاه على طاولة مكتبه.

- "لقد انتظرت أكثر من ثماني سنوات، لن تذهب جهودي سدى. خاطرت بحياتي عندما خطفتك، وغيرت كنيتي بسببك. سآخذ منك النخاع الشوكي مهما كانت الصعوبات"، قال وهو لا يزال ينظر إلى صورة ستيلا بملامح غاضبة.

<>

(عملية نقل النخاع الشوكي هي من أخطر العمليات التي يموت فيها المتبرع فورًا، التي أيضاً لم يتمكن الطب حتى الآن من إتقانها. السبب الرئيسي وراء اهتمام الناس بفكرة نقل النخاع الشوكي هو الأمل في علاج إصابات النخاع الشوكي التي قد تؤدي إلى الشلل وفقدان الحركة والإحساس. عندما يتعرض النخاع الشوكي لإصابة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى قطع أو تلف الأعصاب التي تربط الدماغ ببقية الجسم. هذا ما كان يعاني منه ابن ستيفان رومولو، او كما وضعت ستيلا اسمه على القبر بدانتي روززي.)

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 27 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

لدغات الأفاعي|Snake bitesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن