لو كان الجمال وطن، لكانت عاصمتي عيناكي ...
صوتُ الموسيقى الصاخبة يُجبر أرضَ الشوارع على الاهتزاز، أضواءٌ ملونة تُضيء السيارات الفاخرة التي كانت تقف تدريجياً خلف بعضها البعض، لينزل ركابُها تاركين ركنها لرجال الأمن. بملابس فاخرة تميزت من خلال تلك المجوهرات التي وضعوها أصحابها، كانوا يدخلون مدخل بوابة الديسكو بخطوات ثابتة بعد أن تم التأكد من وجود أسمائهم على لوحة المدعوين.
تدريجياً، بدأت سيارة سوداء كُتب على أبوابها من جهة اليمين باللون الأصفر كلمة "Taxi" بالتوقف، ليفتح بعدها السائق الباب الخلفي. بخفة، تلامس ذلك الكعب العالي الأسود سطح الأرض حاملاً صاحبته. برشاقة، أطلت من داخل السيارة بفستانها الحريري الأحمر ذو الظهر المفتوح مع شق كبير عند الفخذ اليمنى. بمجوهرات ناعمة كانت تظهر مدى حدة ملامحها. مكياج خفيف وتسريحة على شكل ذيل حصان، كانت تبدو كحاكمة عالم جهنم السفلي.
Stella:
أطلت نظري للافتة المعلقة أعلى المدخل... "Fucking for U" يال السخرية، من هو الغبي الذي يُسمي النادي الخاص به بهذا الاسم؟ إلى أي حد يمكن أن يكون المرء غير مبدع؟
عدلت حقيبتها الصغيرة التي كانت على شكل كرة فضية صغيرة، لتخطو أول خطوة على الدرجة المصنوعة من سيراميك أبيض فاخر بخطوات راكزة إلى الأعلى. لاحظت نظرات الحراس أمام الباب التي لا تبشر بنظرات خير، كانت نظرات مقززة تناظر جسدها المنحوت. لم تتفوه بكلمة بل كانت مركزة على خطتها بالكامل، خطتها التي كانت قائمة على دخول الملهى بدون دعوة. توقفت أمامهم بابتسامة مزيفة، محاولة تهدئة نفسها من أن تفقد أعصابها وتستخدم الضرب لكي تربيهم من جديد.
"بطاقة الدخول." قال أحدهم ذو الشعر الأحمر الذي أصبح خمري اللون بسبب الإضاءة الداكنة. لم تجبه بل اكتفت بالابتسامة. بملابسهم السوداء كانوا يبدون كعبيد يعملون عند أوسخ رجال المافيا. تبادلوا النظرات بين بعضهم البعض ليبدأ الرجل الآخر بالغضب عند قوله: "قال بطاقة الدخول ألا تفهمين؟" لتجيبه أخيراً بجدية: "لدي اجتماع مع مديركم بالداخل، لقد تأخرت دقيقتين بسببكم، إما أن تدخلوني فوراً أو ستُطردون عند معرفته بأنكم كنتم السبب في تأخيري، وأنتم تعلمون ماذا سيحدث بعد ذلك." اقتربت قليلاً منه لتكمل جملتها: "لن تجدوا بعد ذلك أي عمل يحويكم." تبادل الرجلان النظرات بين بعضهما ليفسحا بعدها المدخل.
دخلتُ بعدها إلى ذلك الممر الداكن الذي كان يهتز فعلياً بسبب قوة الموسيقى.
جيد لقد نجحتِ بأول خطوة. قلت ذلك في داخلي محاولة تهدئة ذلك الشعور المزعج في معدتي. نظرت للناس التي ترقص كما لو لم يكن هناك غد. سمحت لنظراتي بالتجول في الأرجاء المظلمة لتقع عيناي على ذلك الرجل، ذو الطقم المصنوع من قماش أسود ليبدو بداخله أحد أقوى الزعماء، أواخر العشرينيات بدقة ثمانية وعشرين سنة، شعر أسود، بشرة حنطية كانت ظاهرة تمام بسبب ذالك الضوء المثبت أعلاه، ملامح حادة. إنه هو.
أنت تقرأ
لدغات الأفاعي|Snake bites
Romanceست سنوات من التخطيط، ست سنوات من تدارك النفس من فعل شيء يجعل من خططها تنقلب ضدها. حان الوقت لفعل اللازم. هل يمكن أن يتراجع المرء يومًا عن فكرة الانتقام وأخذ الثأر من شخص ما، لكي ينتصر الحب، أم لا توجد فرصة لذلك بسبب تلك العيون التي أصابها العمى، سوا...