لَا يُمْكِنُ لِلنُّجُومِ أَنْ تَلْمَعَ مِنْ دُونَ الظَّلَامِ.
------------------------༻༺------------------------بهدوء، سحب غابرييل درج الخزانة وأخرج منه صندوقاً صغيراً، يحتوي على خاتم يحمل ختم نسر منقوش على أعلاه. كان الخاتم فضياً لامعاً، بتفاصيل دقيقة وصورة سوداء، يرمز لشعار العائلة المتوارث. رفعه إلى الأعلى ليناظره، تزامناً مع فتح باب الغرفة وانعكاس صورة جولسن على المرآة.
- "أتعلم ما هو الأجمل في زيارات السجن؟" جولسن بملامح وجه التي بدى عليها ظهور التجاعيد، ليكمل قائلا "إخلاء السبيل"، التقت تلك العيون الزرقاء بنظرات والده.
أكمل بصوته الخشن يشوبه أثر العمر: "كنا نقول 12 سنة لا تمضي، انظر الآن، لقد مر الوقت كالبرق".
ابتسم غابرييل بسخرية وأجاب: "يجب علينا أن نسأل البيترو عن ذلك"، وأعاد الخاتم إلى جيب سترته بحركة هادئة.
- "هيا لنخرج. ستكون هذه من آخر الطلعات قبل أن أضطر إلى قضاء وقتي كله في الفراش."
غابرييل، بينما كان يثبت مسدسه أسفل ظهره، تساءل: "ماذا عن الطبيبة؟ لم أرَها اليوم عند قدومي. أليس من المفترض أنها قد وصلت بالأمس؟"
أجابه جولسن: "خرجت في الصباح الباكر لإنهاء بعض الأوراق في مستشفى أليكس القريبة من السجن. هيا بنا."
وأثناء نزولهم الدرج، قاطعتهم روزا وهي تضع قرطيها: "أنظرو سأتي أيضاً" اكتفى الاثنان بإيماء رأسيهما بينما نادت روزا على المربية: "أنجل، جهزي الطعام عند عودتنا."
خرجت مايا أيضاً بعد ذلك من جناحها ووقفت أمام باب القصر، حيث اصطف الجميع أمام خزانة عند المدخل. كانت الخزانة تبدو عادية، تزينها تماثيل صغيرة فاخرة من مختلف أنحاء العالم. لكن عندما سحبوا تمثالاً على شكل نسر باللون الأسود، انفتح الباب من المنتصف كاشفاً عن رفوف مليئة بكل أنواع الأسلحة: مسدسات، سكاكين، صواعق كهربائية...
تقدم كل واحد منهم وأخذ سلاحه الخاص، مثبتينها إما أسفل فساتينهم أو على خصرهم.
وعند خروجهم، وجه غابرييل أوامره للرجال الواقفين أمام السيارات: "ابقوا أعينكم مفتوحة. يمكن أن يحدث أي شيء." ليضع نظارته الشمسية السوداء، راكباً احدى سياراته الرصاصية من نوع G-Klasse. تحرك الجميع بعدها لركوب سياراتهم، متجهين نحو السجن.
------------------------༻༺------------------------
عند بوابة السجن، كانوا يتنقلون ذهابا، وإياباً بتوتر، أصوات الحديد المتضاربة تعلن عن فتح القفل. تحولت الأنظار نحو البوابة الحديدية، منتظرين ظهور ذلك الشاب الذي طال غيابه.
فتح باب البوابة ببطء، وخرج منه شاب في أوائل الثلاثينيات، بشعر أسود مجعّد داكن يصل إلى كتفيه بأهمال، ملامحه حادة، عيونه زرقاء تتوهج كالمحيط، بشرة حنطية، جسم مبني بشكل جيد. كان يرتدي بذلة رسمية سوداء اللون مع بنطال رسمي. ولأن رياح سبتمبر بدأت أكثر غضباً. كان قد ارتدا معطف رصاصي يتناسق مع ذات لون حذائه.
أنت تقرأ
لدغات الأفاعي|Snake bites
Romanceست سنوات من التخطيط، ست سنوات من تدارك النفس من فعل شيء يجعل من خططها تنقلب ضدها. حان الوقت لفعل اللازم. هل يمكن أن يتراجع المرء يومًا عن فكرة الانتقام وأخذ الثأر من شخص ما، لكي ينتصر الحب، أم لا توجد فرصة لذلك بسبب تلك العيون التي أصابها العمى، سوا...