5:ذكرى خذلان

1.1K 92 75
                                    

.
.
.
.
.

يجلس في غرفته يراقب السقف باطمئنان وكان ليس هناك غد وكان الآلم لم يُخلق بعد.. وكان السماء زرقاء دوماً..وكل هذا كان آثر الخدر بسبب دواءه.

قاطع ذوبانه في خياله فتح الباب بعنف لينهض راي مذعوراً من طريقة الدخول.. "ابي ما بك؟"
قال بهدوء.

"راي..لقد اشتكاك لي المدير"
قالها والغضب يكاد يخرج من مسامات وجهه.

"ابي دعني اشرح لك طيب!"
قال راي بخوف من كمية هذا الغضب
لكن والده لم يفهم ولم يهتم .. بصمت اخرج حزام وجعله يتصرف..

شعر راي بالارتجاف فرؤية والده والحزام اعادت له ذكريات اليمة ليوم مشوؤم ..تمنى ان يرحمه والده هذه المرة لكن هيهيات...

تورمات..
خطوط محمرة..
الم صارخ..

شعور بالخدر مجدداً
ضربات لا تتوقف
وغضب ينتشر في الارجاء

نفس شعور الخوف ذاك قبل سنوات..نفس الذكرى الموحشة.. ذكرى لاول لحظة خذلان من اقرب شخص.

للحظة التي تفتت كل مفاهيم الاسرة بالنسبة لراي الصغير..تلك اللحظة التي غيرت راي وشخصيته.. ارتدى بعدها قناع البرود طويلاً.

تم تحطيم مشاعره وقتها بطريقة بشعة..لم ينقذه صِغر عمره او كونه بشراً.

يراقب تلك الجروح خلال المرآة علاماتها واضحة وقوية اوالده سعيد بعد هذا؟

هل اكتفى من رسم علامات الكره على ظهر ابنه؟

هل ارضى نفسه بهذه الطريقة؟

لكن راي لم يشعر بشئ سوا الغضب

غضب شديد ورغبة بازهاق روح والده.

لكن حتى لو ازهق روحه فشعور الخوف اصبح جزء منه حتى تحول لبرود اعمى يجعله لا يشعر باي شئ تماماً.

---------

-نديم-

اظن اني اخطئت في شكوى راي لوالده..بدأ والده رجلاً صعباً..اتمنى فقط ان لا يقسو عليه..وحتى لو فعل ساعتذر لراي غداً واراضيه.

هو مهذب بعد كل شئ... لم اسمعه يرفع صوته ولا مرة..ولا يعطني تلك النظرات الحارقة كما بقية الطلاب.. يستمع باهتمام لاي كلام اقوله..اظن انني فعلا مخطئي فالغدر به هكذا سئ فلقد وثق بي.

جلدت نفسي بما فيه الكفاية ثم نهضت من كرسيّ مكتبي الملم اوراقي واغلقته مغادراً المدرسة.

مركون في الزاويةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن