الجزء الاول

697 45 43
                                    

- استيقظ! لا تدعني ُاثرثر هكذا معَ نفسي كالأحمق! لا تُكن ُمِثيراً للشفقة! انتَ تكرهُ ذلكَ َصحيح؟
-لا يَسمُعكَ، َفقد تَلفتَ مُعظم خلايا ِدماغهُ.








يلوثونَ الهواء بِتنُفسهم..
ليَتهم َيموتونَ فقط'

تلفظَ بِهذهِ العِبارات وهو يمشي بين الطُلابِ في باحة الثانوية

بعيداً  عن كل هذا الهُراء، الشيء الجَميل الذي رأيتهُ اليوم هو اشجار الكرز التي زينت الشوارع والطرقات
جو الربيعِ المنعش
هذا ما احبهُ في اليابان.

الجو هنا مختلف عن الذي في فرنسا، لذا  اشعر بالحر نوعاً ما لكني بدأتُ اعتاد عليه..    لن انكر اني مضطرب قليلاً..

وانا احدق بالجماعات الذين يدخلون إلى الثانوية بلبسهم الموحدَ..
اوه.. وانا مثلهم أيضاً... لا احب هذا
تنهدت ودخلت متجاهلاً النظرات الموجهة نحوي
ولم استطيع تجاهل همساتهم التي تقول:
-انظر لذلك الفتى.. يبدوا غريباً، اراهن انه ليس من اليابان.

-عيناه زرقاوان..! ارغب برؤيتهن عن كثب!
-يبدوا مغروراً.
-ارغب بالتعرف عليه.
-يبدوا غاضب، أتساءل من ازعجه؟
-مخيف!
-شعره  البرتقالي يجعله يبدو كالثعلب.

رمقت صاحب العبارة  الأخيرة بنظره حاده ثم تمتمت وانا امر من جواره:
-ثعلب هاه؟
-اخبرتك انه مغرور.

تجاهلت كل شيء وبدأت بالبحث عن صفي، فهو اليوم الأول لي ولا ارغب بالشجار مع احد، على الأقل ليس اليوم.

الثانوية كانت كبيرة وواسعه فدرت في الصفوف إلا ان وصلت اليه.
فقابلني المعلم، يال حظي الرائع..
اخبرني ان اعرف عن نفسي كوني طالب جديد..
تباً لليابان.. وللثانوية ولكل شيء..
هل انا في الروضة لأعرف عن نفسي؟
حسناً اخدت نفس عميق وقلت وقد وقفت امام السبورة:
-اسمي ناكاهارا تشويا، جأت من فرنسا، سيسعدني التعرف عليكم.

'كذب لا اريد التعرف علـى احد'

فرددوا بصوت واحد:
-يسعدنا التعرف عليك  ناكاهارا تشويا.

'طفولي جداً'

هتفت بهذا في داخلي ثم اتجهت للمقعد الذي اشار لي بالجلوس عليه.

ففعلت، جلست واسترحت قليلاً،  كان المعلم يشرح درس في الرياضيات،  انه اليوم الأول والحصه الأولى ايها الرجل المثالي.

نظرت للطالب الذي  يجلس جواري، كان نائماً.
نائم في اليوم الأول في الثانوية.. يال الأهمال.
انتبه اليه المعلم فأغلق الكتاب الذي كان بيده ثم اخد نفس عميق وهتف بأعلى صوت يملكه:
-دازاي!  استيقظ!

مُثيرً للشفقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن