الجزء السادس

388 53 50
                                    


قبل ثلاث ليالِ

شعرت بالأنكسار اكثر مما كنت عليه، شعرت
بالخيبة وهذا خطئي.

اخدت امشي وامشي بلا وجهة، فقط امشي للأمام ولا ارغب بالتوقف..
كنت كمن يهرب..
من كل شيء

تخطيت المنزل، الثانوية.
وددت لو وقعت في ثقب  اسود يخفيني من هذا  العالم بأسره.
لكن ذلك لم يحصل..

فقد سمعت صوت صياح وصرخات مرعوبة آتيه من خلفي.
استغربت مما يحصل، هل هجم العمالقة او الغيلان؟

لكن اي من ذلك لم يجري، فألتفتت ببطء فوجدتها سيارة تطير بأتجاهي.
يا إلهي! السيارة تطير؟
اهو التطور؟
هذا مخيف!

ودون ان آتي بأي ردة فعل اخرى، شعرت بها تسقط علي.
انا ولا احد غيري
كانت ثقيلة بما يكفي لتهشم عظامي كلها
وقد شعرت بذلك.

تحسرت على ملابسي واغراضي الجديدة..
لقد تناثرت في الأرض، ويبدوا انها تلوثت بدمائي التي تأبى التوقف.

الناس ينظرون الي  برعب ويلتقطون الصور
هذا مضحك
انني اموت يا رفاق

لكن أتساءل ان كان مظهري مخيف
كلا.. هو مخيف بالفعل
الن يبعد احد السيارة عني؟

اي احد
بسرعة..
انها ساخنه، ثقيلة
وتمزقني
انا اتألم

انتهت قدرة تحملي فبدأ كل شيء يختفي تدريجياً
كل شيء اختفى
شعرت اني وقعت في ثقب اسود فعلاً
لا شيء حولي سوء السواد

كان هناك صمت وسكون شديد، قطعة فجأة صوت خافت  ينادي بأسمي
لكن رؤيتي كانت ضبابية
احد ينادي بأسمي مجدداً..
لقد اقترب الصوت
وأصبح اكثر اتضاح

انني اعرف صاحب الصوت..
انما صاحبة الصوت
فتحت عيناي على  مصراعيها وحدقت حولي  بصدمة، ثم وقف بصري عليها.

كانت جالسة بطرف السرير مرتدية ثوب ابيض مكمم، وشعرها البني الطويل يتطاير برفق من النسمات التي تأتي من الخارج.

كان وقتها الغرفة مضيئة بنور القمر الذي يتسلل من النافذة.
كلا.. لم يكن يأتي من القمر..
انما من أمي.

وجهها لازال يحمل معايير الجمال، وجنتاها متوردتين وعيناها تلمع وتضخ بالحياة.
ان امي بخير..
وهي حية ترزق..
هل انا في حلم؟

- اوسامو عزيزي ما بك! انت واقف وتحدق هكذا منذ مده! لقد اقلقتني! هل انت بخير؟

مُثيرً للشفقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن