الجزء الثاني

475 40 61
                                    


'مرت يومان أخرى وقد كان فيها ذلك الدازاي ملتصقاً بي رغمَ مُحاولاتي لإبعاده، لم يتركني مهما ضربته وشتمته، انما يزعجني بأسئلته الكثيرة و يتهرب من كل أسئلتي، هذا يجعلني اشك بأمره حقاً، انه يخفي شيء.. ذلك الثرثار الهادئ ذو الضمادات، هل اشكوا تصرفاته الغريبه لأحد المعلمين؟ '



'يبدوا انهُ تَغيب اليوم، يجبُ ان احتفل'

هذا ما دارَ بعقلي عندما لم اجدهُ في الصف، كان الجو هادئ جداً لا احد يُثرثر عندَ رأسي، لا احدَ ينظرُ اليَ بنظراتً مبهمة، اشعر بلأرتياح والسعادة الأن.

ولكن كل ذلك اختفى بعد مضي نصفُ ساعهً وحسب،  كنت قد شعرت بالضيق وعدم الأرتياح، هل من المعقولِ اني اعتدت على  صداع الرأس ذاك؟

لماذا اشعرُ بالقلقِ عليه؟
ذلكَ الطفل الغامض..
لا اعرف رقمه او بيته حتى..
هل هو مريض؟
بالتفكير في ذلك..  فوجهه شاحب دائماً وكأنه يعاني من فقر الدم.

واما عن الضمادات التي على دراعيه وعنقه.. هل تعرض لحادث؟  حريق؟ هل يؤلمه ذلك؟
ذلك الكسول النحيف!
لماذا انا قلق عليه اصلاً؟

مر الدوام بوتيرة مملة وثقيلة جداً،  فذهبت للمنزل وأرتميت على سريري بتعب.

فسمعت قرع على  الباب تلاه دخول رأس شقيقي الأكبر فيرلين الذي قال بمرح:

- اخي الصغير~ الغداء جاهز هيا غير ملابسك وتعال.

- حسناً.

غادر اخي، فغيرت ملابسي وتبعته.
وهناك على  الصالة وجدت امي وابي وشقيقي حول الطاولة الممتلئة بأطباق امي اللذيذة.

فأبتسمت ثم تقدمت اليهم.
على  الأقل..  اشعر بالأرتياح هنا..
وسط عائلتي.



✧✧✧


اتى الغد اخيراً، دخلت الصف باكراً،  وجدته نائماً كالعادة.
تنهدت و جلست جواره، وقلت:

- لماذا تغيبت في الأمس؟

اجابني دون ان يرفع رأسه:
- اويا اويا..! هل انت قلق علي؟

- ولم سأقلق على حثالة مثلك؟؟! 

قلتها بأنزعاج،  فردد بهدوء:

- حسناً حسناً صدقتك.

شعرت بلأنزعاج اكثر وانا ارى كيف يتهرب من الإجابة عن اسئلتي، هذا يجعلني اشك بأمره و اكرهه اكثر.

مُثيرً للشفقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن