p'9White ash

145 12 124
                                    

دخل ري بعد مدة من ذهابه خلف رافي وحدق بأعين اخيه الشاحب لمدة صغيرة دون ان يتطرق لأي كلمة

وكان ذلك كافي لروبيرتو ليفهم ما حصل

انزل رأسه بهدوء وشد على الاغطية التي تخفي جزئه السفلي

بالرغم من علمه بأن الصمت خير من الكلام، وان التكتم يحارب ألف مشكلة، إلا انه في بعض الاوقات يضعف الانسان امام فطرته في التحدث

اعتقداً منه بأن التحدث قليلاً لن يضر، يصفعه الواقع مذكراً اياه بسبب اقفال فمه منذ البداية

ذلك الشعور بأن التحدث امر خاطئ، والخوف عند التحدث، والندم بعده

معناة لا يمكن وصفها بالكلام، ولا يمكن ان تُفهم، ولا ان تُرى

...

مر يومان ورافي لا يخرج من غرفته سوى لصنع الطعام لنفسه ثم يعود وينام

بصمت دون مشاكل، دون حديث، دون سخرية، دون اي اعتراض على اي شيء

ديفيد كان مرتاح قليلاً لكون رافي عاد للمنزل هادئاً مبتعداً عن المشاكل

و دان نادراً ما كان يخرج من غرفته، وان فعل كان يفتح حديثاً مع رافي يحاول فهم مالذي حدث معه بطريقة غير مباشرة

وعندما لا يتلقى شيء منه يبتعد عنه غير مبالي بالألحاح عليه

استريا حاولت قدر الامكان مرافقة توأمها عندما يخرج من غرفته والحديث معه ليضحك الاثنان قليلاً بين احاديثهم

وهكذا مضت الايام تباعاً

...

استيقظ رافي الساعة السادسة صباحاً غير قادر على النوم اكثر

نهض بتكاسل شديد وهو يفرك عيناه بنعاس ثم توجه بنظره ناحية باب الشرفة الكبير الذي يظهر من خلف زجاجه الجو بالخارج والسماء المبلدة بالغيوم الرمادية التي تكدر النفس

كانت الرياح تصدر صوتاً اشبه بالصفير او الصراخ البعيد من شدة قوتها

اسبل جفونه ببطء وعبوسه طاغي على ملامحه

لقد بدأ يكره الشتاء ..

اخرج شخرة ساخرة على نفسه وتجهم وجهه متجهاً نحو الحمام ليغسل وجهه ويغسل اسنانه قبل ان يخرج ويتجه ناحية السرير يرمي المنشفة بأهمال قبل ان تشد المرآة انتباهه

او بالاحرى ذلك الشخص الذي داخلها

تقدم من المرآة ببطء ينظر لشكله بهدوء، عيناه الحادة ذو اللون العسلي المائلة للذهبي اصبحت اكثر حدة وتعب

رَماد أبيَضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن