تسلح بقلمك وورقتك ومخيلتك، وقبل أن تشرع في الكتابة، أرم حساسيتك في القمامة.
دخلت عالماً فيه شتى أنواع النقد، منها البناء ومنها اللاذع ومنها السيء.
فإن كنت حساساً ويحبطك أي شي من أول خطوة؟
رجاءاً أخرج ولا تفرم عقولنا بدموعك التي لن تهم أصلاً.
وإن كنت...
⚜️🖋️ بينما قد يمثل الغلاف عنصر جذب قوي هو الآخر، إلا أن النصائح التي سأقدمها لك بخصوص الغلاف ستكون أقل من بقيتها.
الأمر الآن بات منوط بمخيلتك الواسعة، وفي ذات الوقت اختيارك المناسب للألوان التي تمثل طابع قصتك بشكل عام.
فمثلاً لا يمكنك اختيار غلافاً زاخراً بالألوان الزاهية لرواية حربية ذات أحداثٍ مأساوية، فلا هي تناسب العنوان، ولا هي تناسب الطابع! ⚜️🖋️ . . . قد يمثل اختيار الغلاف تحدياً، المهم أن تكون الألوان معبرة عن الطابع الحدي الذي تتميز به كتاباتك. وفيما يلي سأذكر بعض الألوان الهامة والأمثلة التي تمكنك من اختيار الألوان المناسبة لغلاف قصتك، أو كتاباتك بشكل عام.
✒️الخواطر:
عادة ما تمزج الخواطر بين مختلف المشاعر، أي أن الغلاف يحتوي على مختلف الألوان التي قد توضح طابع كتاب الخواطر الذي قمت بإنشائه. فلو كانت الغالبية للخواطر التي توضح سوداوية أفكارك، أو اكتئابك، أو ما تمر به من مشقة في حياتك اليومية.
وجب اختيار ألوان ذات طابع يجمع بين الثورة والحزن والغضب المكبوت والغموض في ذات الوقت، ومثل هذه الألوان، هي: ( الأحمر القاني، الأسود، الرمادي الغامق، الأصفر المائل للبرتقالي )
ولا تنس أن ألوان الغلاف في هذه الحال يجب أن تتسم بغمق الألوان وظلالها وظلامها، لكي تعبر عن نفسية الكاتب بشكل أوضح.
ويفضل أن يكون غلاف كتاب الخواطر بسيطاً، يصف وببساطة مشاعر تلك الخواطر بشكل عام. . . ✒️الشعر:
يستحق الشعر أفضل الأغلفة وأكثرها فخامة وتميزاً لكونها موهبة نادرة، وبما أن الموهبة الشعرية ليست في جعبة كل من هب ودب، فعلى الكاتب في هذه الحال أن يختار غلاف يتسم بالفخامة ويعبر عن الرقي، كان يكون غلاف كتابه من الجلد البني الخام، أو الأزرق المائل للرمادي، أو تدرجات الخشبي، أو الأحمر الدموي.
المهم هو ألا يميل لاختيار الألوان الفاتحة الا في حال كانت الأبيات لا تمتاز بتلك الفصاحة اللغوية القويمة، وكانت الأسطر ذات وصف واستعارات بسيطة، عندها يمكن القفز إلى الألوان الفاتحة والمشرقة في اختيار الغلاف، المهم هو الابتعاد عن هذه الألوان: ( الأخضر الفاتح، الأصفر المشع، الأحمر القرمزي، الوردي، البنفسجي) والى آخره من الألوان البراقة التي تسبب العمى الدائم!
وقد يكفي كتابة اسم المؤلف، وتحته اسم الديوان، محاطين بإطار نقشٍ ذهبي مزخرف، للتعبير عن فخامة الديوان. . . ✒️القصة:
حسب الشروحات السابقة عن الفرق بين القصة والرواية، فإن القصة تتناول مواضيع شيقة وهادفة، وسريعة المفعول والسرد لذا فإن اختيار الألوان سيعتمد بالمقام الأول على مضمونها. وبما أن القصة قصيرة ولا يمكن لها أن تتناول مواضيع سوداوية كتلك التي في روايات الحروب والسياسة والفلسفة والرعب والخيال العلمي أو العشوائي.
وبذلك فإن شكل ولون الغلاف يجب أن يتصل مع أحداث القصة نفسها وليس مع الطابع العام.
سأخبرك كيف، مثلا قصة شبح الأوبرا التي امتازت بطابع رومانسي رائع، ومثير للمشاعر والأحاسيس.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
قصة شبح الاوبرا تدور حول كريستين دابيه مغنية تحقق شهرة ونجاحاً باهراً خلال فترة قصيرة، فيقررون اقامة عرض في إحدى دور الأوبرا التي يعرف فيما بعد أن هناك شبح يسكنها بعد أن تكاثرت خطابات الكراهية المرسلة من مصدر مجهول إلى المدراء فيقرر الشبح اختطاف كريستين، لتكتشف أنه ليس سوى رجل نصف وجهه المشوه مخفي بقناع، ويدعى إريك، وكان يتمنى عيش ما تبقى من حياته بعيداً عن صخب البشر وإزعاجهم في الأنفاق السفلية لهذا المسرح.
فلو ركزت في الغلاف، فإنه واضح ولا يحتاج للكثير من التفسير. ستارة حمراء وهي الأمر الشائع استخدامه في المسارح، والرجل الشبح ذو الوجه النصف مشوه. . . ✒️الرواية:
بينما يجب أن يعبر غلاف القصة عن الموضوع، فغلاف الرواية يختلف بكثير عن ذلك. بما أن القصة غير واسعة المضمون، ولا تتسم بتعدد الرسائل وشمولية قضايا مصيرية، فإن الرواية وبحكم تطورها الزماني والمكاني والشعوري الذي يستمر في التشابك والتعقيد والتوسع حتى يصل الكاتب إلى ذروة رسالته ومضمونه، يجب أن يكون غلافها معبراً عن مضمونها بشكل عام، ويشمل الرسائل العديدة التي تحملها الرواية.
بينما يعبر غلاف القصة عن موضوعها بكل بساطة، فإن غلاف الرواية يجب أن يحمل طابع الغموض الشديد سواء في اختيار الألوان أو شكل الغلاف أو محتوى الغلاف. ويجب أن يعبر عن مفهوم القصة وموضوعها. اي بتفسير آخر ،
يجب على غلاف الرواية أن يوضح الجزء الغامض من الرسالة.
على سبيل المثال، رواية صندوق الدمى، لشيرين هنائي.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
الغلاف يوضح القصة الغامضة للرواية التي تتحدث عن البطلة الحامل التي ترى ظاهرة غريبة لخيوط تخرج من رؤوس الأطفال، وتشهد على ظاهرة خارقة للتحكم في عقول الأطفال منذ صغرهم، والرواية توضح بشكل وجودي، تأثير الغرب على عقول الأطفال لكي ينشئوا جيلاً لا يبتكر ولا يبدع ويتصرف بجمود كنسخ آلية تابعة لأوامر الكبار وحسب.
فلو لاحظت أن الغلاف يحمل صورة دمية لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم، وتخرج منها خيوط سوداء إلى الأعلى. وهو ما يوضح غموض قصة الرواية.
