⚜️مدرسة الأدباء_لغةُ الكاتب ⚜️

13. نظم الرواية

⚜️🖊️ كل من كتب قصة في عشرات الصفحات، سماها رواية!

الرواية تختلف في نظمها عن القصة اختلاف السماء والأرض...

حبكة ضعيفة وأحداث أضعف، ثم أسموها برواية!

عزيزي الكاتب لا تقع في هذا الخطأ! 🖊️⚜️

بينما تشترك الرواية والقصة في قوة اللغة العربية، وأسلوب السرد الحيوي وخلق الشخصية من لحم ودم وإحساس على ورق، فإنها تختلف كالآتي:

⚜️ 1. بينما تركز القصة على الحدث الرئيسي مباشرة وكل الشخصيات تدور حول هذا الحدث، فإن الرواية تركز على الحدث عن طريق خلق أحداث أخرى أكثر تشابكاً وتعقيداً وفي النهاية لا تصب في نهر الحدث الرئيسي ، بل تقود إليه!

أي بمعنى آخر، في القصة يتم التركيز من البداية على الهدف والوجهة الرئيسية والفكرة والرسالة التي يريد الكاتب إيصالها، ثم يقوم بكتابة بضعة أحداث تصب في صالح المضمون الرئيسي

بينما في الرواية، يبدأ الكاتب بحدث يشتت القارئ ويظن أن الهدف الرئيسي لنقل مثلاً الجمع مابين البطل والبطلة ، ولكنه يكتب أحداث أشد تعقيداً وتحديات أصعب، فيشد القارئ إلى أمور أهم ويسلط الضوء على أشياء أبرز، وفي نهاية الرواية، يقول القارئ

( أحنا لسة كنا عايزين نجوز سعاد وفتحي، إيه اللي جاب قضية مقتل محمد لطفي في النص؟ )

تكون النهاية غير متوقعة، ويتضح فيما بعد أن سعاد وفتحي كانا مجرد أداة لتشتيت الانتباه عن قضية مقتل محمد لطفي، عن طريق الانشغال بقصة حبهما، ليتضح أنهما القاتلان!

⚜️ 2.  تعالج القصة قضية واحدة، مثل كتابة قصة عن إدمان التكنولوجيا، ومواقع التباعد الاجتماعي، كل الأحداث في النهاية تصب في صالح الفكرة الرئيسية، هو أن ( سليم ) قد انشغل بمواقع التباعد والحياة الافتراضية وأهمل أصدقاؤه وعائلته، فماتت أمه قبل أن يشبع ناظريه وقلبه منها، وقرر في النهاية أن هذا العالم مدمر.

أما الرواية ، فهي تقوم بمعالجة عدة قضايا ضخمة وهامة، قبل أن تصل إلى القضية الرئيسية،
كأن يذكر الكاتب وجود عصابة تقوم بالتجارة في الأعضاء البشرية مثلاً ، ويحاول الشرطة حلها،
فيما تقع فتاة صغيرة بعمر الثمان سنوات ضحية هذه العملية القذرة، بسبب خروجها في الليل بمفردها لأن أخاها رفض اللعب معها بحكم أنه كبير ولا يحبذ قضاء وقته مع الصغار ،
وعدم نصح والديها لها، لأنهما انشغلا بالهواتف والحياة العملية ونسوا تحذيرها من الناس الغرباء الذين يقدمون لها الحلوى ،
فهربت من المنزل واختطفت!

وهنا نجد عدة قضايا:

1. محاولة حل قضية الاختطاف
2. إدمان التكنولوجيا لدرجة تناسي التربية
3. ضرورة اهتمام الأخوة ببعضهم البعض

بالأضافة لقضايا أخرى عديدة، لكنني لن أذكرها الآن لأن الأمر يعتمد على مهارة الكاتب.

⚜️ 3. شخصيات القصة سطحية بعض الشيء ، لأنها وكما ذكرت لكم سابقاً دورها الأهم هو المساهمة في أحداث القصة.
وكما ذكرت أيضاً ، أن هناك شخصيات هامشية، تقول سطر وسطرين ثم تذهب وليس لها ذلك التأثير القوي على القصة ومفهومها

أما الرواية ، كل شخصية لها قصتها الخاصة ، تحدياتها، هواياتها، ما تحب وما تكره، مبادئها، الصعاب التي تحد من شخصياتها ، غضبها، لينها ، عصبيتها ، أفكارها ، ضعفها ، قوتها ، أحلامها، أهدافها ، إنجازاتها.......الخ

كل شخصية لها حياتها الكاملة، خاصة إذا كانت شخصية رئيسية، والشخصيات الثانوية لها دورها الهام أيضاً ، حتى الشخصيات الهامشية التي تكاد لا تظهر كثيراً ، فلها دورها الهام.

فإن جعلت خادمة مثلاً تتكلم وأضفت لها حواراً ، إذاً عليك بمنح القارئ نبذة صغيرة عنها من خلال الأحداث ، وجعلها تؤثر في الحدث ولو بمقدار شعرة ، فلا وجود لشيء اسمه ( شخصية هامشية ) في الرواية.

وأذا لم تكن مستعداً لهذه المخاطرة، فاجعل الخادمة تخدم أسيادها بصمت ، ولا تذكر لها أي صفة ولا تعطها أي حوار، بل اجعلها مجرد مظهر عام في الرواية يشير ألى أن ( وليد الشافعي ) رجل غني وله خدم وحشم.

⚜️ 4. من الضروري أن تترابط جميع شخصيات الرواية بطريقة ما ، إما أن يترابطوا من خلال الأحداث على المدى الطويل، وإما أن يترابطوا من خلال ماضي أحد الشخصيات، أو صلة قرابة أو هدف مشترك بينهم.
.
.

🖊️ نصيحة لك، إذا أردت كتابة رواية، فلا يكفي فقط أن ترسم مخطط للفكرة والأحداث، بل عليك بربط جميع العناصر الآنفة الذكر ببعضها لتخلق جو حماسي من الأحداث.

إياك وجعل شخصيات الرواية سطحية دون تطور، ولا تعتمد على المزاجيات والمشاعر وحسب ، بل يجب على كل حدث أن يؤثر في كل شخصية بطريقة معينة.

وإذا لم تتأثر الشخصية، فعلى الأقل احرص على أن تبين ذلك من خلال ماضيها أو من خلال مبادئها ، أو من خلال بعض المشاهد  🖊️

.
.
.
.
سأوضح لك لاحقاً بعض طرق السرد الخاطئة والمكررة ، والبدايات المملة التي عفى عنها الزمن وولت مع موت الملك نرام سين.