واقعه الطف 4

44 8 0
                                    

بني مقاتل الذي التقى فيه بعبيد الله بن الحر الجعفي، القطقطانة، كربلاء، وادي الطف الذي نزله في الثاني من المحرم سنة 61 هجرية.

التوجه نحو كربلاء

عندما وصل الإمام إلی عذيب الهجانات لم يتّجه نحو الكوفة، وقرر أن يغيّر اتجاهه نحو کربلاء.

لقاء الحسين (ع) بجيش الحرّ

لمّا بلغ عبيد الله بن زياد خروج الحسين عليه السلام من مكّة وأنّه توجّه نحو العراق بعث الحُصين ابن تميم التميمي صاحب شرطته ومعه أربعة آلاف فنظّم الخَيْلَ من القادسيّة إلى خَفّان وما بين القَطْقُطانة إلى جبل لَعْلَع لمراقبة خطوط الحركة، لأنها مراكز ومحطَّات لابُدَّ للمُتوجِّهين صوب العراق والشام أنْ يمرُّوا بها. ووجّه الحصين بن تميم، الحر بن يزيد - وكان ضمن الأربعة آلاف - في ألف إلى الحسين عليه السلام، وأمره بأن يرافقه في طريقه وأن يضايقه حيث لا يدعه يرجع من طريقه الذي أتى منها، حتى يدخل الكوفة.

صلاة الحسين (ع) بالجيشين

وصل جيش الحرّ إلى قافلة الحسين (ع)، فحان موعد الصلاة وأمر الحسين عليه السلام لرفع الأذان، ثم توجّه نحو جيش الحرّ بن يزيد فخطب بهم قائلاً إنّ مجيئي إليكم هو بناءاً على ما وصلتني من رسائلكم ودعواتكم للقدوم إلى الكوفة وكتبتم فيها؛ إنّه ليس لنا إمام لعلّ الله يجمعنا بك على الهدى، فإذا كنتم على عهدكم السابق فقد جئتكم، وإذا كنتم كارهين لقدومي، سأرجع من حيث أتيت.

فسكت الحرّ وجيشه. فأقام الحسين عليه السلام الصلاة واقتدى جيش الحرّ بصلاة الحسين عليه السلام.

فلما حان وقت العصر أمر الحسين عليه السلام أن يتهيء ومن معه للرحيل ثم أقام صلاة العصر، فصلّى بالجيشين معاً، ثم توجّه مستقبلاً جيش الحرّ ثانيةً خاطباً فيهم قائلاً؛ أنتم أدرى بأحقّية أهل البيت عليه السلام بولاية الأمر على الناس مقابل من يدّعي إليها، فإذا كرهتمونا وجهلتهم حقنا وكان رأيكم على غير ما أتتني رسائلكم، سأترككم وابتعد عنكم.

فادّعى الحرّ بأنه لا يعرف شيئاً عن الرسائل وأكّد له بأنّه مأمور بأن لا يفارقه حتى يسلّمه إلى عبيد الله بن زياد. فامتنع الحسين عليه السلام من أن يسلّم نفسه لعبيد الله وأصرّ الحرّ على ذلك، فلمّا كثُر الكلام بينهما اقترح الحرُّ على الحسين عليه السلام أن يكتب هو إلى ابن زياد ويكتب الحسين إلى يزيد بن معاوية أو لعبيد الله بن زياد إذا أراد، لعل الله يجعل لي مخرجاً من هذا الابتلاء الذي هو فيه.

وصول مبعوث ابن زياد

واكب الإمام الحسين عليه السلام مسيرته نحو كربلاء فمرّ بالقرب من العذيب والقادسية والحرّ يتبعه في اليسار منه. فلمّا وصل الحسين عليه السلام إلى نينوى ظهراً وصل مبعوث ابن زياد مالك بن النسر الكندي حاملاً رسالة إلى الحرّ، فيها أنّ عليك حجز الحسين ومن معه في بادية لا يمكن الاختفاء فيها جرداء ومن دون ماء وأمرت الكندي ملازمتك وعدم الافتراق عنك حتى يأتيني بخبر تنفيذ ما أمرتك به.  فحضر الحرّ عند الحسين عليه السلام ليخبره عن مضمون الرسالة، فطلب عليه السلام منه أن يدعه ينزل في قرية نينوى القريبة أو إحدى القرى المجاورة.

واقعتِ طفُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن