كان أوّل من طلب الخروج إلى الحرب علي بن الحسين عليه السلام المعروف بـعلي الأكبر فأذن له أبوه عليه السلام مودعاً له بقوله:«اللهم اشهد على هؤلاء فانه قد برز إليهم غلام أشبه الناس خَلقاً وخُلقاً و منطقاً برسولك».
وبعد أن سقط علي الأكبر شهيداً تقدم سائر إخوة الإمام عليه السلام عبد الله وعثمان وجعفر قبل العباس عليه السلام حتى استشهدوا جميعاً.٢٠٢ ثم خرج سائر بني هاشم واحداً تلو الآخر منهم أبناء عقيل بن أبي طالب وعبد الله بن مسلم بن عقيل بالإضافة إلى أبناء جعفر بن أبي طالب، وعدي بن عبد الله بن جعفر الطيار بالإضافة إلى أبناء الإمام الحسن عليه السلام كالقاسم بن الحسن عليه السلام وأخيه أبو بكر فسقطوا جميعهم شهداء واحداً بعد آخر.
العباس يقاتل ويستشهد
كان أبو الفضل العباس عليه السلام قد تمكن من كسر الحصار المضروب على الخيام واقتحام الفرات لكنه لم يتمكن من العودة وإيصال الماء إلى العيال.
لم تجتمع كلمة الباحثين والمؤرخين على كيفية شهادته عليه السلام، هل حصلت في طريقه لطلب الماء، أم في معركة القتال.٢٠٥ بحسب الخوارزمي برز العباس إلى الميدان، فحمل على الأعداء مرتجزاً، وبعد أن قتل وأصاب عدداً منهم سقط شهيداً، فجاءه الحسين (ع)، ووقف عليه، وهو يقول: الآن انكسر ظهري، وقلّت حيلتي.
فعلى هذه الرواية واجه العباس بن علي (ع) ثلاثة من فرسان القوم وشجعانهم؛
أولهم مارد بن صُدَيف.
الثاني صفوان بن الأبطح.
الثالث عبد الله بن عقبة الغنوي.
فيما قرر أغلب أرباب المقاتل من أمثال ابن نما وابن طاووس بأنه لما اشتد العطش بالحسين عليه السلام ركب المسناة يريد الفرات والعباس (ع) أخوه بين يديه فاعترضه خيل ابن سعد...ثم اقتطعوا العباس عنه، وأحاطوا به من كل جانب حتى قتلوه، فبكى الحسين (ع) لقتله بكاء شديداً.
أو على رواية ابن شهر آشوب مضى يطلب الماء، فحملوا عليه وحمل عليهم حتى ضعف بدنه، فكمن له حكيم بن طفيل الطائي السنبسي، فضربه على يمينه، فأخذ السيف بشماله.
الحسين (ع) يستعد للقتال؛
عندما قرّر الإمام النزول إلى المعركة طلب ثوباً عتيقاً لا يرغب فيه أحد، فخرقه ولبسه تحت ثيابه؛ لئلا يُجرّد منه. فلمّا قُتل عليه السلام، جرّدوه منه وتركوه عرياناً على وجه الصّعيد. ثم إنّه عليه السلام لما رأى ولده عبد الله الرضيع قد غلب عليه العطش أتى به - حسب بعض المقاتل - نحو القوم يطلب له الماء، وقال: «إن لم ترحموني، فارحموا هذا الطفل»، فاختلف العسكر فيما بينهم فصوّب اليه حرملة بن كاهل السهم وهو في حِجر أبيه فذبحه من الوريد إلى الوريد.
الحسين (ع) يقاتل
بعد أن بقي الإمام الحسين وحيداً، صمم على منازلة الجيش، إلاّ أنهم أحجموا عن مواجهته رغم ما به من جراح، لكنهم حالوا بينه وبين المشرعة فأصابه سهم في حَنَكه عليه السلام. ورغم الجراح والآلام التي أصيب بها، عليه السلام استمر في قتال القوم . يقول حُمَيد بن مسلم: «فوالله ما رأيت مكسوراً قطّ، قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً ولا أمضى جناناً منه عليه السلام، إذ كانت الرجالة لتشد عليه فيشد عليها بسيفه فينكشف عن يمينه وعن شماله انكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب».
قال ابن طاووس: «لقد كان يحمل فيهم فيهزمون بين يديه كأنهم الجراد المنتشر ثم يرجع إلى مركزه وهو يقول: لا حول ولا قوّة إلا بالله».
ثم إنّه عليه السلام ودّع عياله مرّة ثانية وأمرهم التحلّي بالصبر من بعده.ثم ودّع النساء.ثم دخل خيمة ولده السجاد عليه السلام ليودّعه.
ولما كان مشغولاً بوداع عياله صاح عمر بن سعد على الجنود فحثهم على الهجوم على الحسين ما دام مشغولاً بنفسه وحرمه فحملوا عليه يرمونه بالسهام حتى وصلت السهام إلى أبواب الخيام وخرقت رداء النساء فدخلن الخيمة.
ثم إن الإمام الحسين عليه السلام اتخذ له مركزاً ينطلق منه لمحاربة القوم والرجوع إليه فإذا رجع إلى مركزه يكثر من ذكر الحوقلة - لا حول ولا قوة إلا بالله-، ليُعلم النساء ببقائه حيّاً.فلما رأى الشمر ذلك حال بينه وبين عياله فصاح بهم الحسين عليه السلام: «ويحكم إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً». حتى لام من حول الشمر لاندفاعه وتعرّضه للخيام.
الحسين (ع) يستشهد
ثم أحاط به القوم يتقدّمهم شمر بن ذي الجوشن إلاّ أنهم أحجموا عن مواجهته عليه السلام والشمر يحثّهم على ذلك. فأمر الشمر الرماة فتراجع الإمام إلى الخلف مثخناً بالجراح والسهام فأحاطوا به صفاً.
وقيل أنّ رجلاً ضربه على رأسه عليه السلام. وقالوا وقف يستريح ساعة وقد ضعف عن القتال، فبينما هو واقف إذ أتاه حَجَر فوقع في جبهته، فأخذ الثوب
أنت تقرأ
واقعتِ طفُ
Historical Fictionََواقعه الطف التي انختمت في عاشر من محرم سنه 61 للهجره الذي يوافق 12 اكتوبر و 680 ميلادي الـ حسين هو ابن علي ابن ابي طالب (عليهما سلام) شمر هو ابن جوشن (العين) قاتل الحسين (عليه سلام) وقد حدثت في كربلاء الحسين = سيد شهداء وقد انتهت معركه بفو...