PART 4

34 4 5
                                    

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

ادخلت المفتاح في الباب و
فتحته,فاستقبلتني رائحة مساحيق التنظيف و ضجيج يثبت وجود عدد من الناس في المنزل, دخلت و أقفلت الباب خلفي..
إنها نهاية الأسبوع, و مايحصل في منزلنا الآن هو نتيجة اتفاق قديم بيني و بين أمي,هي مريضة قلب.. كأمها.. و عادة تكون متعبة, لذا أنا أمنعها من إرهاق نفسها في تنظيف هذا المنزل الكبير, و هي كأم ترفض أن تعتني سيدة أخرى بمنزلها أو تطبخ لابنتها الوحيدة و لهذا لا وجود ولا لخادمة واحدة في منزلنا بالرغم من كبره, نحن وحيدتان..
هذا المنزل يعود لعائلة أمي..أُمّ أمي تحديدا..

ورثته جدتي بعد موت عائلتها في حريق عندما كانوا يقضون إحدى عطلاتهم في بيت خشبي وسط الغابة.. لم ينجُ أحد سواها لأنها الوحيدة التي كانت على قيد الحياة عند وصول النجدة.. ثم عاشت في هذا المنزل وحيدة..
يمكنكم تخيل الألم صحيح؟أن تخرج مع عائلتك فتعود وحيدا.. بعد مفارقتهم للأبد.. كل مرة تنظر لأحد أركان المنزل تسترجع الذكريات التي يحملها.. هكذا يتحول المنزل لسجن.. بل مشنقة تمنعك من التنفس بسبب غصة البكاء جرّاء المشاعر الخانقة بدورها.. أؤمن بأن أفضل طريقة للتجاوز و البدء من جديد هي تغيير محيطك.. الإنتقال.. لكن جدتي اختارت البقاء و تحمل العذاب.. إلى أن تمكن منها مرضها.. يمكنكم تخيل الألم صحيح ؟! تخيلوا أيضا ما شعرت به أمي من ألم و تأنيب ضمير خاصة بسبب تركها لأمها وحيدة.. دون حتى التواصل.. عادت لبلدها .. معتقدة أنها بذلك عائدة لأحضان أمها.. لتجد أمها انتقلت لمنزل آخر..بعيد.. بعيد جدا.. و وجدت نفسها تواجه ما واجهته أمها في هذا المنزل لكن الإختلاف أني كنت معها.. هذا المنزل هو ماتبقى لها من أمها.. هو مسجل لها منذ ولادتها.. و الآن هو بإسمي فلقد فعلت أمي كما فعلت أمها .. جعلته بإسمي عند عودتنا لروسيا.. بعد كل ماحصل مع جدتي من عذاب و ألم كانت أمي وميضا أنار حياتها فجأة.. فمنحتها أغلى ماتملك و هو منزل عائلتها.. و ذلك كان سبب طلب جدي للطلاق..
و هذا كان إثباتا لنواياه منذ البداية.. حقا هل تتخيلون كمية الألم؟ أنا أفعل..
لهذا أكثر مايخيفني هو فقدان أمي.. لا أريد أن أتعرض لما إعترض جدتي.. ولقد ماتت وحيدة أيضا في هذا المنزل, عندما تطلقت من زوجها الذي أخذ أمي للإستقرار في أمريكا.. حقا الأمر مؤسف.. لم تعلم أمي بوفاة أمها إلا بعد أن تطلقت من أبي في إيطاليا و عدنا لروسيا..
الآن أمي وحيدة هنا بينما يعيش والدها حياته مع عائلته الثانية في أمريكا.. و أبي.. أيضا فعل مثله..

PURPLE TULIPSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن