"حسنا، لا تقتربي كثيرا، لكن شاهديني أفعل"
استمع ريستورس لصوت أخته بينما يفتح باب الغرفة لتقابله وهي تجلس وسط الغرفة الواسعة و وجهها أمام وجه ماين مباشرة تضع يدها على رأسه..فهم أن بوجدانا تحاول أن تخلّص كارين من ارتباكها حيال هذا القط، صحيح أنه أليف لكن بحق الجحيم إنه بحجم نمر، و هي تبدو أصغر من أن تقف أمام قفص النمر في حديقة الحيوانات دون الإرتجاف.
التفتت له الفتاتان في آن واحد حال فتحه الباب.. "ريستو ليست كل الغرف هي غرف داميان! أطرق الباب!" صرخت بوجدانا و الغضب يزين وجهها أكثر حتى، أجل.. لقد تعبت من تعليمه طرق الباب لكن لا يبدو أنه يؤمن بما يسمى دروسا..
" حسنا حسنا آسف" تمتم يقلب عينيه.. لا أسف على وجهه إطلاقا، و هذا ما جعل دانا تتنهد و تتجاهل ما حصل مركزة عن سبب قدومه "إذن.. كيف نساعدك؟" سألته بينما تنظر إلى وجهه المطابق لوجهها، لكن الجنس يؤثر على الملامح كما تعلمون.
" أحتاج كارين.. " أجاب ينظر نحو المعنية بهدوء و يده لازالت على مقبض الباب.
" للأسف أنا أحتاجها أكثر الآن، أو هي من تحتاجني على ما يبدو.. لذا لا يمكنك أخذها الآن" أجابت كذلك تلوح بيدها و تعيد نظرها لماين، من قال أن كارين تحتاج دانا كي تساعدها حيال خوفها من ماين؟ حتى كارين لم تقل.. هي فقط دخلت تجلب الكعك الذي طلبت منها ساريلا إعداده.. و هذه الأخيرة سحبت منها الطبق و خرجت دون النظر لوجه كارين.ربما شعرت دانا بالأسف عليها و أحبت تمثيل دور الأخت الكبرى معها بمناداتها لقضاء الوقت برفقتها، و أجل بالطبع كارين حاولت الرفض بما أن 'النمر' يتخذ مجلسا في الغرفة.. " أنا لا أسألك بوجدانا" نطق يتقدم نحو كارين الجالسة على بعد امتار من ماين و قبل أن تتكلم دانا وضع يده على يد كارين يساعدها على الوقوف.. كارين التي وجدت أخيرا طريقة للخروج من الغرفة دون جرح مشاعر دانا بإخبارها أنها لا ترغب برؤية ماين أصلا و لا تهتم لأي ما تفعله دانا الآن لإزالة خوفها..
" شكرا على وقتك آنسة بوجدانا.. وداعا" لوحت كارين بابتسامة ثم ألقت نظرة على ماين بينما يسحبها ريستورس خارجا، يبدو أنه لن يتذوق كعك بوجدانا إلى أن يعتذر منها.. بصدق.. و هي تعرف عندما يعتذر بصدق أو فقط ينطق حروفا و يقدمها كنقود مقابل كعكات يحبها..
"تبا للطفه و لشخصيته الإجتماعية السخيفة، سيوقع الفتاة في حبه.." تمتمت دانا من تحت أنفاسها متأسفة على الفتاة التي لا يبدو أنها تدرك الحب الحقيقي حتى...............
"لقد أنقذتني سيدي.. حقا شكرا" تكلمت تضع يدها الحرة على قلبها، تتنهد و تبتسم، غير ملاحظة أن يدها الأخرى لا زالت في كفه، هما في الرواق و هو يقودها إلى الشرفة التي تطل على الحديقة الخلفية..