.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.في قاعة واسعة بالمشفى مخصصة للأناس لمن لا يريد الإنتظار أمام غرف المرضى.. ريستورس و إيرينا يتجاذبان اطراف الحديث بينهما، و يبدو أنهما منسجمين في عالم آخر..
كوزلوف يجلس قرب داميان الذي يحدق بسواره الفضي الحامل إسمها.. ديانا.. والدته.. يحدق به و يعبث به بيده الأخرى.. بينما كوزلوف نائم يسند رأسه على ظهر الأريكة الطويلة التي تلتصق بشبيهاتها في هذه القاعة الواسعة، و يرفعه للأعلى.. ليس نائما.. بل فقط يريح عينيه.. من يعلم فيمَ يفكر؟.. هذه النفس الصامتة.. هل هي كذلك من الداخل؟
أما الفارو.. فقد وجد نفسه محاصرا من قبل فتاة واحدة.. فتاة واحدة حاصرته.. الحقيقة.. الفارو ليس من يغازلهن.. إنهن من يرغبن بذلك أما هو فيجبره قلبه الطيب الرقيق على تلبية رغباتهن.. يؤمن أن من الواجب إسعاد الفتاة.. أترون؟ ربما على عكس رأي داميان.. هناك بعض الصفقات العادلة التي لا تكون خاسرة.. هنّ يحققن رغبتهن بمرافقة فتى جذاب أما هو فيمتع نفسه اللعوبة.. هو ليس زير نساء.. بل لعوب..
خطأ! المقصود بخاسرة هو أن لا طرف رابحا فيها.. يجب أن يكون كذلك حتى تكون الصفقة رابحة.. لأحد الطرفين..يجب أن يكون هناك طرف خاسر لتكون الصفقة رابحة..
و هذه الصفقة هنا رابحة لأن الفارو هو الرابح.. كل مايريده بعض اللهو.. و سيحصل عليه.. لن يقلقه الأمر بعد ذلك عندما ينفصلان.. الطرف الخاسر هو الفتاة التي ترفض مفارقته و يؤذيها ذلك..
يوجد بكل طابق قاعة انتظار كهذه.. و هم الان بالطابق الثالث.. و لم يبتعدوا عن غرفة السيدة آرينا نيكيتينا.. و لهذا كانوا من ضمن الذين جزعوا لسماعهم صراخا و تكسيرا في الممر الأقرب لتلك القاعة.. و هو الممر الذي كانوا به قبل تركهم لآشلي مع والدها.. شعرت إيرينا بالتوتر و القلق فوقفت فور سماعها للصوت كما التفت ريستورس ينظر أين اتجهت هي بنظرها.. إلى الممر..
جميع الموجودين هناك نقلوا نظرهم لتلك النقطة كما فعل الفارو و رفيقته الجديدة.. و داميان.. اما كوزلوف فاكتفى بفتح عينيه.. و لم يحركهما إلا عندما وقف داميان كذلك.."يا إلهي لم أعلم أننا في مشفى للمجانين.."
تذمر أحد الجالسين على مقربة من كوزلوف و داميان.. عندها تحرك داميان يتجه نحو الممر تتبعه عينيْ كوزلوف.. يعلم أن شيئا يدور في ذهنه يدفعه للذهاب هناك..