2024|22|مَـارس-آذار
كُنا صغاراً بِلا هُموم
أقصى أمانيِنَا ، اللعبُ حَتى وَقتٌ متأخر مِن الشروق
أكبر هِمومنا كانت حِين تَغلق والدتيّ التلفاز عَلينا قَبل الغروب
أتذكر ذَلك الحَي والزُقاق ورَقم الدارِ ،أتذكر رائحة الطعام التي كانت تفوح مِن كُل المنازل ،
أتذكر أصدقاء الطفولة رُبما لكنتُ نَسياً منسيا حالي حال ملايين الناس ،
أقطعُ الطرقاتِ سيراً على الأقدام مُنادياً ،أنهضوا يا أحبابي ها قَد جاء صَديقكم ، لَقد حَقق أحلامكم
ألا مِن مُنادياً ينادي مُرحبٌ بيّ في دياري ؟!
مازن أخي ،أخبرتني ذات مرة انك تَود أن تكون جَندي ،
لَقد حَققتُ حلمك يا كَبدي وأنا الان جَندي
أجب يا أسر فؤادي ، أمسى صَديقك جَراحٌ كَما تَمنيتَ تماماً
أنهض يا بَحر عيني وقُل ليّ ألم يكن حلمك ان تَصبح مُهندساً لتبني لنا مُجتمعاً راقي؟!
لقد اصبح أيمنكم مهندس وجَندي وجراحُ ويتيم أيضاً مشتت الأجزاء مِن بَعدكم
مُبعثر كـطرقات مَدينتنا العَزيزة ، مَنسيٌ كأحلامكم وأجسادكم ،دَفينُ الواقعِ
وغَارق الخيالِ حَققتُ أحلامكم ، ولَن أنساكُم طالما حييتُ ، ولن أنهض مِن مكاننا هَذا ولَو هُدمت المباني فَوق رأسي
سأبقي مُرافقاً لكم ، أعاني ما تعانون ، وأتجول كما تتجول أرواحكم الثائرة ..
-مخلصكم وصديقكم الوفي أيمن
تِلك كانت أخر رِسالة مِن الكابتن أيمن ، تَم العِثور عَليها تَحت الأنقاض ملوثة بدماءهِ الطاهرة
آيات الموسوي
حُقوقي
أنت تقرأ
قصص قصيرة بقلمي
Kurzgeschichtenاسطرُ حِروف أبياتي بِدموعي وآهاتي يثقلُ الكَمَدَ بوحي لذاتيّ أأنا الضحية أم الجانية؟! أدخلُ بيتًا لطيفٌ لأجد بداخله عوالم لامتناهية ، وراء كُل بابٍ قِصة نُسجت بأحكام ، وقيلت بخبرةٍ عالية الجودة مَن أنت؟! أستطرق الباب أم تَدخل عِنوةٌ ؟ لا يهم مَن ستك...