الحبُ والحبيب

12 3 0
                                    


"شَمس رِواد"2020|4|6ـفي أحدى ضواحي بَغداد ، الحادية عَشر صَباحاً تجيئ ذهاباً وأيابًا تلكَ القرناءُ ذات العينان الخَفْشاءُ قَلقاً عَلى سيّدُ قَلبهاإنها تَتوق لسماع صوته ، لِما بحق تأخر في الرَد عَليّ طِوال هذه الليلتين ،ليست مِن عاداتهِ تَجاهُليّتباً إنها المكالمة الواحد والأربعون مِليونٍ تباً لهُ لِما يتجاهلني ، ألعلَ شيئاً ما أصابه؟ّإن قَلبي مقبضٌ أمِن مَكانة الحبيبُ مَهربُ الجِفن يسدلُ ستائرهِ والقلبُ يقضُ لسماع أخبارهِما أدجرهُ واقعيّ ، عَن حَبيبي مبعدُ :شَمس !!:نَعم؟َ:ما لي أراك غارقة ، بوحي ليّ يا حَبيبة قَلب أخاكِ ،لِما انتِ عَليلة الفؤاديّ غارقة التفكيرِ ، وُجُوُمة الوجهِ؟!: وكيف لا أكون يا أخي، و "رواد" لم يحن لصوتيّ ويطمئن قَلبي عَن خَبره ، كيف اسعدُ وقلبي عليلٌ مُنذ يومانقّد لجّ بيّ الشوق يا أخي!!"في قَلب شَمسٌ لَوعة الشوق ، ولَن تَندمل نَار لوعَتها إلا بِلقاء مَحبوبها"~رِن رِن رِن ~دَقت طبول قَلب شَمسٌ قَبل أن تُجيب على الهاتف ، اخذت خِِطواتها تَتباطئ خِشية مِن أسم المِتصلُ ، تَخشى ان تَنطفئ لهفتها ولا يكون "رواد" هَو المِتصلأخذت أهاليلها بالسرور ، وأرتفع ثغرها بحنو ، بَخست الهاتف بيديها نَحو أذنها سريعاً:الو رواد حَبيبي كيف حالك؟ ، ما اخبارك طمئني لِما لم تَجب على أتصالاتي؟ لقد أرعبتني كَثيراً !!: أحم الو شَمس؟!سقط قَلبُ شَمس هَذا لَيس صَوت رواد ، أين حَبيبها؟؟ لِما شَخصٌ أخر يُجيب بَدل عَنهُ:الو الو ، شَمس أانتِ مَعي؟!-أجابت بنشيج صَوتها الذي بالكاد أستجمعتهُ لِترد:نـ ..نَعم مَعك : أختِ أنا مُحمد صَديق رواد ، أعتذر لكِ بَدلاً عَن رواد ، لقد تغيب عنكِ في الواقع ، لكنكِ لم تغيبي عَن بالهِ أبداً -هاتفتهُ بصوتٌ متحشرجٌ : أين ، (تنهدت قَليلاً) أينَ رواد؟!:اهدئي قليلاً أولاً ،خُذي نَفسٌ عَميق :واللعنة الملعونة أخبررني أين رواااد؟! -أنَفجرت بهِ غاضبة:حَسناً ،لقد تَعرض رواد لحادث سير ،وحالتهُ خَطيرة جِداً لا يقدرُ على مهاتفتكِ-تهاوى جَسدها أرضاً مِن هَول ما سمعت ،تَصلب جَسدها وجحُظت عيناها ارماء ما سمعت:في أي مَشفى هَو ؟ّ أخبرني أرجوك: أنهُ في مشفى*** في أربيل ، لا تخبريني أنكِ تنوين القدوم؟َ!-لَم تَكترث لِما قالهُ مُحمد ، هَو يمزح بلا شك طريح الفراشِ ذاك هَو حبيبها ولَيس بأي شخصٌ:أخبر رواد بأن شَمسُك قادمة لا تغيب قَبل قِدومي ،أنتظرني يا سِريّ اللذيذ***:"ههه" طفلَّتي المجنونة ،لقد عَلمت أنها ستقول ذلك : أنتبه على صحتك ستُفتح جِراحك لا تَضحك ، بالمُناسبة أحقاً ستأتي لكَ يا رواد؟؟: وهل تراها تَمزح؟؟ لقد نادتني بـسِريّ اللذيذ ، هذا يعني أنها ستأتي ولو فُضحَ السر: هَنيئاً لكَ أن أتت حَقاً***أين عَزيزتي!! تَعرفين أن الموضوع كَبير قَليلاً؟!:يا روحي ، أمي أرجوكِ أقبلِ ولا تقلقي سيأخذني عَادل ، وسيرافقني طِوال فَترة مَكوثنا في أربيل أبــي أرجوك تكلم مَع زوجتك:دَعيها تّهب عَزيزتي ، لن نَقلق سيكون أخيها مَعها: هفف ، يا لكِ مِن أبنة عَنيدة ، حَسناً موافقة ، لَكن هَل عَادل مِوافق؟!: بالطبع سأقنعه لا تقلقِ: ألم تَقل ليّ أنكَ صّديقِ وأخي وسُري؟؟!!ها أنا ذا أخبرك بما يخالجني ، ويؤلم صَدري إن الكَمدَ يُلازم روحي ، لَن يرتاح لي بالٍ إلا بَعد رؤية "رواد"أنا أحبهُ يا أخي ، وأنتَ تعرفهُ حَق المَعرفة أنهُ أنسانٌ جَيد ،لَقد بثّ الحياة فيّ ، ودَب الحُب بروحي وقَلبيحَبيبي داهيةٌ أحوذيٌ أحب خَفْشاءُ مِثلي عَشقت أنجلُيتاهُ بِلا مُبررٌقَلبي موسومٌ بأسمهِ ، وروحي لحبهُ مُقيدةأن حَياتي مُنيرة بهِ وحياتهُ متوجة بإسميلا يربطنا شيء سوى ذَاك الخاتم والقلادة الاتي يردتيهن لَيأحببتك فوق الحُب حُباً..وفوق العِشقُ عِشقاً..وفوق الهيام هياماً..احببتُك يا حبيبي حُبا سَرمدياًلا طائل مِن نسيانك أو إخفائكأنت القلب والروح والنَفس -في غَسَق تلك الليلة وَصلت شَمس وأخيها الى أربيل ، بَعد أن أقنعت عائلتها بأنها ذاهبة في سفرة مَع صديقاتهاكان الشوق هَو مَن يَقود شَمس ،وقفت أمام غُرفة مَن يَسكنُ الأبهرُأخذت بين أباخس يدها قبضة الباب ، مُترددة في الدخولوضَع عَادل يَديه فوق كَتفيها وطمئنها بعينيه أن تَدخل ،تأبَّطت سَاعد اخاها وفَتحت الباب بـِبطئ ، لَم تراهُ كَما توقعت سالماً مُعافى لَقد كان غير الذي تعرفهُأخذت تَنهمر كـ قطرات المَطر ، أنقض جَسدها أنتفاضاً مِن أبلق ما رأت بِجسد مَحبوبهاتَمسك عَادل بها قَبِيل أن يهوى جَسدها ،وهَمس في أذنها :تَماسكِ لأجل رواد يا روح أخيكِ
- تمتمت بشيء مِن التردد بَعد تقدمها بلا أخيها:رواد !!- تململ جَسده على الفراش والتفت نَحو مَصدر الصوت بصعوبة بالغة :شَمسي؟؟:نَعم إنها أنا ، شَمسُك في أحلَك لياليك ، ونوراً لـظلامك أنا هُنا يا شُعلة روحي ، و يا تَوَقٌ تَاقَتْ نَفْسِي إِلَى حُضُورِه يا مَعشوقي الذي أعشقُ ، إن الحال بِدونكِ في انحدار وفي الهاوية مَرميٌ ،قُل ليّ مَتى تلتئم وتَحنُ لروحي الهائِمةكيف تئن الروح عَليك وأنتَ الدفينُ؟!-أخذت غُرٌّ كليهما تَتكلم عَن شوق بعضهما البعضيتبادلان الكلام دون النبس ببنت شفة يحكيان لبعضهما شوقهما ، ويسردان ما حصل في غياب أحدهما عَن الآخركانت هَي ذراعه المُجبسة و جسدهُ المُدمى ، كانت هَي قَدميه وأضلعهُ المُكسورةأي حال وَصل عليه توأم روحها !!وفي إيُ دَركٌ استقرت روحها هَرباً مِن مُطالعة معشوقها بهذهِ الحالة!!-مَرت بِضع أيام على وجود شَمس بالقرب مِن رواد ، اعتنت بهِ ولو باستطاعتها لخبئتهُ بين أضلعهافي كُل ثانية تَمر لا يفتأ رواد يخبرها أن تواصل حياتها إن حَصل مكروهُ لهُكانت تَظنهُ كلام سخيف، مُجرد كلام ..كَلام كان كـالزَمْهَرِير يَقع على مسامعها "رواد يَقول :أنا العاشقُ الوفيّوعِند غيابكِ أُفنىوبرحيلكِ أُهزمأنا يا حَبيبتي طيف معشوقوروح عاشقٌيَجمَعُنا الحُب أحياءٌ أو أمواتٌأذكريني طالما حَييتِ إن كُنت أستحقُ الذُكرىواصلِ الحياة بَعديّ ،فـإني بحياتكِ سأخلدُأودعكِ روحكِ وحُبي ،وذُكرياتناتألقي يا شمس ولا تَنطفي لأجلِ -ذَهب رواد عَن عَالمنا ،لَكنه لم يذهب مِن أذهاننا ، رحمك الله يا حَبيبيستَبقي خالداً في ذاكرتي إلا أن يُفني عُمري أو أُفنى أنا


آيات الموسوي
حُقوقي

قصص قصيرة بقلميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن