___وكان ادم الفهرجى كلما رغب فى معاقبة شخص، عاقب نفسه بالأبتعاد عنه مسرفآ فى تقدير ذاته عند الأخرين، متوقع ان يلاحظو غيابه ويشتاقو اليه فيعترفون بخطأهم.
لازم ادم غرفته ،لا يخرج منها، وكان يتناول طعامه داخل الغرفه، كان ادم متيقن انه لا يكن عواطف لديلا وان هذا ليس السبب الذى دفعه للغضب منها، بل امر اخر، اخفاقه فى قراءة شخص والسماح له بالاقتراب منه.
فقد كانت بالنسبه له انسان قبل كونها خادمه، وكان يعرف ان محمود البستانى لئيم، لكن وصوله لديلا بتلك السهوله جعله يتقزز
وكان كل ما فتح الشرفه توقع ان يلمح ديلا بتتسحب لخارج القصر نحو العشه القديمه لمقابلة اللعين محمود البستانى، فيغلق الشرفه بسرعه وكله خوف ان يرى ذلك
ثم قام بنقل أدوات الرسم لسطح القصر حيث خلوته المحببه اليهوضع اللوحه فوق الحامل وهو ينظر نحو الحقول يحاول رسم فدادين الزرع والفلاحين وكلما شرد وأعاد النظر للوحه وجد نفسه قام برسم ديلا، مره إلى جوار المدفأه متكأه على ساق شخص، ومره أخرى برداء قصير فوق سطح القصر
يقوم بتمزيق تلك اللوحات ويعيد الرسمديلا كانت أوقاتها صعبه، مكنتش عارفه ادم بيه غالق على نفسه كده ليه؟
وتوقعت ان دا من ضمن عاداته ان يعيش مع نفسه، دا حتى الاكل مبقاش ياكله فى الرواق وبيطلبه فى غرفته
فى احد المرات وهى بتتفقد غرف القصر لشعورها بالملل
وجدت غرفه فسيحه مليانه كتب وروايات ومجلدات
مرصوصه فوق ارفف خشبيه بطريقه جميله
ولقيت وقت فراغ كبير يسمح لها بالقراءه، قررت ديلا ان تقراء كل كتب المكتبه
كانت بتواجهه صعوبه فى القراءه فى البدايه لأنها مكملتش تعيلمها، لكن بمضى الايام أصبح الأمر سهل والكتاب الى كان بياخد عشرة أيام بقى بياخد تلاته
ثم وجدت القراءه ممتعه، فأصبحت تنتهز كل لحظه لتقراء وتقراء كل ما يقع تحت يدها
قراءة كتب وروايات مترجمه لكبار الكتاب بعد أن انهت الكتاب المحليين، ثم توغلت فى الكتب المخصصه للموسيقى والرسم، ابتعاد ادم عن العالم جعل مهامها قليله ووفر لديها وقت كبيرمحمود البستانى تركها فى حالها، كان ذكى ولئيم وعرف ان انعزال ادم لسبب ما وتوقع ان يكون لمحه داخل الحديقه مع ديلا
كان ادم بعد أن عاندته الفرشاه توقف عن العراك معها وقام برسم ديلا أكثر من مره
داخل النهر، بين الأشجار، فى الرواق، لقد أتم أكثر من لوحه لديلا وكانت كلها رائعهكان قد مر أكثر من ثلاثة شهور من العزله عندما طلب ديلا إلى غرفته
دون أن ينظر إليها، هتروحى المكتبه فى الصف الرابع هتلاقى كتاب بجلد ازرق مرسوم عليه ورده هاتيه وتعالى
اومبرتو اكو؟ همست ديلا بخجلاختلج جسد ادم من الصدمه، انتى تعرفى امبرتو من فين؟
قالت ديلا بخجل أكبر، اصل انا قراءة الكتاب ده
تنهد ادم الفهرجى، انها مجرد صدفه من قبل فتاه غبيه، فليس معقول ان تكون تلك القرويه قرأت كتاب لاعظم روائى ايطالى