توقف قلب ديلا عن النبض للحظه، حيث تملكها الرعب، وحل صمت رهيب حتى انها سمعت دقات قلبها بوضوح كطائر نقار الخشب، دق، دق، وكان من المستحيل ان تنطق، سيعرف ادم صوتها المتهدج باللهفه.
مشت ديلا تجاه المطبخ واختفت داخله، من هناك وهى تبتسم همست بصوت غير واضح، بشرب ميه يا ادم بيه!!
مره اخرى ارتحلت النبره الهادئه الرقيقه على بساط الريح وسقطت داخل أذن ادم الفهرجى.
القصه بقلم اسماعيل موسى
ترك ادم الفهرجى الكتاب على الطاوله وفرك اذنه، لقد صرف الخادمه شهد للتو، وغير مقبول ان ينادى عليها لتقف أمامه
وظن انه يتخيل، وان افتقاده لخادمته ديلا حقيقى ولا يمكن اخفائه حتى انه لام نفسه لتسرعه فى طردها بتلك الطريقه المهينه، ربما كانت الفتاه محتاجه او لديها ظروف.وها هو الآن يجلس وحيد جوار مدفأته وديلا بعيد عنه وليس من الممكن أن تسند رأسها فوق ساقه بوجهها البريء بعد أن أقسمت ان لا تنام مية مره ، حرك ادم ساقه التى كأنها اشتاقت للماضى
وكان نظره مثبت على تمثال من المعدن يحاكى نحتت كليجمنت لفتاه فى متناهية، الصغر منحنيه على عربة ورد مبتسمه مثل حورية، اللعنه على الذكريات انها لا تتركنا آبدآ مهما حاولنا قتلها ودفنها تظهر مره اخرىوفكر ادم الفهرجى انه سيكون من المحرج ان يتحدث مع الخادمه شهد مره تانيه فتركها تتحرك فى المطبخ والفضول ينهشه
انفتح باب غرفة الخادمه شهد وخرجت بوجه باهت الملامح جافاه النوم
لم يلحظ ادم كل ذلك، كان غارق فى شروده واوهامه، وهو يظن ان التى تتحرك وتحدث جلبه الخادمه شهد، ثم انه قرر عدم التحدث إليها مره اخرىوقع قلب ديلا على الأرض، قفذ من صدرها ورأته يزحف على الرخام ، وقفت مكانها متسمره مثل عصا مكنسه نسيتها ربة المنزل مركونه جوار الباب، همست فى سرها يارب استر
وقفت شهد لحظه تبص على الرواق، فيه صوت وصل ودانها وهى نايمه
ادم بيه كان بيتكلم مع شخص، لكن مفيش حد قاعد مع ادم بيه، الراجل قاعد لوحده
ياترى بيكلم نفسه؟ طيب هو صوته بقى مايع كده ليه؟فى حين لم تجد ديلا قدامها غير التلاجه والغساله وكان عليها تختار هتستخبى فين قبل ما تتكشف؟؟
لكن شهد مشيت ناحيت ادم الفهرجى قرب المدفأه وتركت مساحه وراها تسمح لديلا بالهرب
تسحبت ديلا مثل برص ودخلت القبو بانفاس مقطوعه كحنفية مياة تسقط اخر قطره من المياه المخزنه
قالت شهد، تسمحلى يا ادم بيه اقعد قرب النار شويه؟
ادم الفهرجى بلا مبلاه ودون ما يرفع بصره ناحيتها، مفيش مانع
شعرت ديلا بالغضب والغيظ، ادم ملكها وحدها، مفيش حد هيشاركها فيه مهما حصل
وعنيها كانت بتبص على شهد بحقد وغيره
فما كان منها الا ان اطفأت نور القبو ومسكت مقعد رزعته فى الأرض عمل صوت مرعب ضخم