وكان محمود الجنانى على بعد خطوه من ديلا التى تكتم انفاسها، ملتصقة بجذع الشجره تكاد تختفى داخلها، اشتعلت مصابيح الاضأه فى غرفة ادم الفهرجى فجأه وسطعت فوق اعناق الأشجار، توقف محمود الجنانى عن البحث ومر جوار ديلا ناحيت باب القصر.تنهدت ديلا، قالت فى سرها الحمد لله ونظرت تجاه شرفة ادم الذى كان يدخن سيجاره فى الشرفه
كان ادم ينظر للبقعه التى تختباء بها ديلا، واعتقدت انه يراها لانه بصره كان مثبت عليها
تحركت ديلا من خلف جذع الشجره ولمح ادم طيف انسان يختفى بين الأشجار.مرت ديلا بين اعراش الحشائش حتى وصلت باب القبو الذى نمت فوقه الحشائش
استخدمت يدها لتخليص مقبض الباب ثم فتحت الباب
كان القبو مظلم، ديلا وضعت ايدها على صدرها، الدنيا ضلمه جدا وديلا خافت يكون داخل القبو فأران او حتى ثعبان ومكنتش عارفه ان أرضية القبو مرصوفه بالرخام وجدرانه ملمعه، تجرأت ديلا وبحثت عن مفتاح النور وفتحته، القبو كان طويل ونظيف وكان داخله مقعدين وطاوله واريكه موضوعه إلى جوار الجدار
تنهدت ديلا، جسمها كان مهدود، تعبانه بقالها اكتر من اسبوع مشفتش نوم وعنيها مبطلتش بكاء
ارتمت ديلا على الكنبه، ضمت ركبتيها على جسمها
نامت ديلا نوم طويل مع ان جسدها كان مثقل بالجراح
كان الوقت ظهر لما فتحت عنيها، تأكدت ان باب القبو مغلق
ووضعت خلفه مقعد، عشان لو حد حاول فتحه يعمل صوت وتلحق تهرب____________
كانت الناس داخل القريه بيبحثو عن ديلا بعدما اكتشفو اختفائها، فتشو فى الحقول والبيوت والخربات، مفيش حد شاف ديلا خارجه من البيت ولا حتى تغادر القريه
والدها فكر انها حلت قيودها وقتلت نفسها داخل الغيطان واحتاجت الأرض الواسعه من الزرع وقت طويل عشان يفتشوها.محمود الجنانى اخد على الموضوع على محمل شخصى وشكل فرقه من شباب القريه للبحث عن ديلا، مقدرش ابدا يستحمل الكلام إلى بيسمعه ان ديلا هربت لأنها مش عايزاه
محدش يرفض محمود الجنانى ابدا وكان كل ما الوقت مضى يلوم محمود النزاوى ويقرعه بكلام يسد النفس، معرفتش تربى بنتك؟
بنتك جابتلك العار وجابتلى العار معاك واقسم الجنانى ان يقتل ديلا لو شافها حتى لو كانت فى حضنه
وقال النزاوى، يمين علي يمينك انا كمان هقتلهابس كل دا مطفاش النار إلى جوه محمود الجنانى، شرخ كبيرائه وتصغيره امام رجال القريه حتى لوحظ انه يمشى شاردا فى الطريق بعيون مشتعله ويدخن المخدرات طوال الليل وافتعل اكتر من مشكله مع ناس لظنه انهم يسخرون منه، ولم يذهب للقصر طوال تلك المده حتى ارسل ادم فى طلبه وكان البستانى عندما ذهب لمقابلة الباشا محطم وبائس مما دفع ادم لمنحه أجازه مفتوحه
هى اسمها ايه البنت دى يا محمود إلى هربت يوم فرحك؟؟
انفتح فم محمود بغضب، مش مهم اسمها يا بيه، المهم انى لما اقبض عليها هقتلها ورحمة امى هقتلها