مطاردة

56 11 14
                                    


الفصل الثاني : مطاردة

أصبحت الشوارع التي كانت تعج بالحركة ذات يوم تعج بأصوات الخطى المتسارعة والتمتمات القلقة للجنود.
كما انتشرت همسات اللعنة عبر الحانات ذات الإضاءة الخافتة، وصارت الأسواق التي كانت مزدهرة ذات يوم مهجورة. أصبح الأمن و النظام الذي ميزّ مورلاي يتأرجح الآن على حافة الفوضى، الفوضى التي جلبها كوسوي.

"فورتيجرن"، القائد الذي نجا من عواصف لا تعد ولا تحصى من المؤامرات و محاولات الإخلال بالنظام و عمليات الشغب. وجد نفسه غير قادرعلى احباط المكائد التي لا يمكن التنبؤ بها للضيف سيئ السمعة.
صارت قوات حفظ النظام المرهقة، يائسة حقا،  يزداد تضاؤل معنوياتهم مع كل مطاردة فاشلة، لقد أصبحوا رمزًا مكسورًا لأمل مورلاي المتلاشي.

أدرك كاسبر أنه في حال تأخر سلاح الفرسان الإمبراطوري، فإنّ المدينة ستسقط لامحالة، ما زاد من قهره أنه لم يكن للدخيل أي نية جادة في التعامل معهم، هو فقط يلهو بهم ليمتع نفسه كما لو كانوا دمى لعينة.

- "من أين أتى هذا اللعين؟ هل نحن حقا بهذا العجز؟ صرنا جميعا أمامه مجرد معاتيه بلا حيلة. سحقا لهذا." كاسبر وهو يعض أنامله من الغيظ.

في محاولة يائسة لاستعادة النظام. قام كاسبر يفضل خبراته و مهارته بالتطويق على الدخيل، إلى أن تمكن أخيرا من مواجهته وجها لوجه.

- "بإسم قوات حفظ النظام في مدينة مورلاي المهيبة، أنت رهن الإعتقال. سلم نفسك الآن و إلا فسأضطر لإستعمال القوة." صاح كاسبر، كان يتصبب عرقا بسبب الضغط الذي سلطته قوة حضور كوسوي المشؤومة عليه.

- "يؤسفني أن أعلمك بأنك مضطر لإستمعمال القوة، وفي حال لم تكن قوتك كافية سوف تلقى حتفك هنا." رد كوسوي على كاسبربصوت هادئ،  تخلل هدوء صوته هذا نبرة من الجنون.

نية القتل الصادرة من هالة كوسوي، كانت كفيلة بجعل كاسبر يرى العديد من الطرق التي يمكن أن يموت بها الشخص. لو لم يكن هو الرجل الأقوى في قوات حفظ النظام في مورلاي، لخرّ مغشيا عليه من هول الضغط الذي سلّطته طاقة حضور كوسوي.

- "م... مالذي تريده منا بحق الجحيم؟"

- "لا شيء هيهيهي، فقط أريد أن أشهد المعاناة، إنها متعة لن تفهمها." أجاب كوسوي و هو يضحك ضحكة لئيمة.

- "لما لا تقوم بتنويري؟ أريد أن أفهم هذه المتعة." قال كاسبر، كان يجاهد لإلتقاط أنفاسه.

- "اوه، حسنا، من أين سأبدأ. هيهي، ببساطة أنا شخص يجد متعته في محن الآخرين. صرخاتهم من الألم، موسيقى في أذني. إن كنت ترغب في وصفٍ لهذه المتعة الغرببة، فيمكنك وصفها بالمتعة الملتوية، إنها تملء قلبي نشوة... اااه تلك الهتافات السادية." قال كوسوي.

- " أنا لم أر في حياتي قط مختلا لعينا كهذا الشخص، ما هذا الجنون!!" القائد كاسبر يخاطب نفسه.

- "أنا على علم بالفعل بماتحاول فعله منذ البداية. أنت تحاول شراء بعض الوقت، حتى يصل سلاح الفرسان. لكنّ هذا لن يفيدكم في شيء. هيهههيهي."

همس كوسوي في أذن القائد كاسبر، و قبل أن تتمكن عيناه من رؤية  ذلك، كان كوسوي قد تحرك بسرعة خاطفة مباشرة خلفه ليهمس بهذه الكلمات.
قبل أن يستوعب القائد ما حصل، إذ برأسه يفصل عن جسده، محلقا في الفضاء ببطىء،  و كأن الوقت تجمد بضع لحظات، ليسقط على الأرض وسط الدماء التي نزفها جسمه.

بسقوط الرجل الأقوى في المدينة، أصبحت مهمة القبض على كوسوي مسألة بعيدة المنال. مصير مورلاي على المحك، ومواطنوها الفخورون بتراثهم و نظامهم، يرتعدون الآن من الخوف.

في قلب الفوضى، وصل أخيرا سلاح الفرسان الإمبراطوري إنها قوة الدفاع الأولى في الإمبراطورية كلها.
تنفس المتساكنون و الناجون من قوات حفظ النظام الصعداء، الجميع يعرف مدى قوة سلاح الفرسان و بطشهم بالأعداء.

بعزم يشتعل في عينيه، تقدم الفارس الإمبراطوري إلى الأمام، مقدما بصيص أمل للمدينة المحاصرة.



$$$$$$$$$$$$


⚜️ أخيرا وصل الفارس الإمبراطروي، هل سيتمكن من تخليص المدينة من هذا الدخيل الغامض؟

ماهي توقعاتكم هاهاها ؟ ✨

قراءة ممتعة ❤️
[3]

لحن قداس الموت  (المجلد 0 : عودة الفجر الأحمر)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن