نبيذ بنكهة الدماء

88 15 8
                                    

اطفئوا الشموع....المكان مظلم بالفعل

🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂

في تلك القاعة المظلمة حيث يصعب رؤية وجوه كبار الشخصيات فقط بأضواء الشموع المعلقة على الثرية التي تتوسط السقف أعلى تلك الطاولة المستديرة....
يجلس السيد ستيفان بحذر و ترقب كحال بقية الرجال في تلك القاعة...
فرغم ما يسود الجو من هدوء و نبالة...إلا أن قطرات العرق التي تتصبب من جبينه كانت واضحة للعيان...ما يجعل جزءا من الصورة المثالية التي يحاولون إظهارها تختل لتظهر بشكل أو بآخر حقيقة هذا اللقاء خاصة و أن الأيادي تمتد لربطات العنق لترخيها عن رقابهم...
و قد كان يملك ستيفان في جعبته عرضا قد يتسبب في خنقه بربطة عنقه إن لم يكن حذرا...بينما يجلس على أحر من الجمر حرفيا انتظارا لاكتمال عدد الحضور...
ووسط هذا الهدوء أين كل ما يسمع هو صرير الكراسي و صوت كؤوس النبيذ القوي...و الذي لم يكن في وسع ستيفان إلا ارتشاف المزيد منه بعد أن شرب كأسه الثالث بالفعل...
و بينما يسكب كأسه الرابع انفرج الباب ليقف الحاضرون احتراما...محنين رؤوسهم للذي توجه نحو المقعد المخصص له بينما رداؤه يلامس الأرض ووجهه الجاد مرفوع بتكبر و أثناء ذلك مرر أعينه على الحضور ليقضب جبينه في غضب... سيكون مجبرا على انتظار اكتمال العدد...
لذا حالما جلس حتى تبعه البقية يتخدون أماكنهم لينبس بهدوء....

-أرى أن بعضكم لا يلتزم بمواعيده....

ثم رمق ستيفان بنظراته اللامبالية...و السبب أن أحد الغائبين كان ابنه هاورد...حيث ابتلع الآخر ريقه ليقول بعدها....

-أعتذر جلالتك...أعتقد أن السبب راجع لعمله...اعذرني سيدي لكني لا أستطيع الوصول له...

أومئ الاخر بتفهم ليوجه بصره للكرسي الفارغ الذي يقابله متفوها بما جعل الجميع يدركون المعني بكلامه...
-لا بأس...على الأقل هو لا يتأخر عند كل اجتماع...

أشعل الملك شارل سيجارا بينما هو شارد في أفكاره...و لم يجرؤ أحد على التفوه بشيء لمدة...

-آدامز ميديس.....

التفت المعني بعد أن سمع الملك ينبس باسمه بهدوء...بينما كان يتكئ على كرسيه و بين أصابعه المرصعة بالخواتم يقبع سيجاره...
آدامز ميديس وهو أحد الكونتات هنا...مشرف على الميناء و كثير الترحال، له وفد من السفن التجارية و يعتبر نقطة تحور للتجارة البريطانية...

-نعم جلالتك...

-أتمنى أنك لم تعد خالي الوفاض هذه المرة...لم تكن رحلتك رحلة استجمام إن لم تخُني الذاكرة...

قال بينما ينفث السم من ثغره...يستدير لينظر للرجل الذي يجلس بعيدا عنه بمقعدين...
ابتلع الاخر ريقه مبتسما بتوتر...ليقول بينما يشبك أصابعه على الطاولة...

صاحبة القناعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن