خيط الفيصل

43 4 8
                                    

توقفت وسط الطريق أنظر نحو الخلف في حنين...لكني صدمت حالما أعدت بصري نحو الأمام...فأواجه انعكاسي...

🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂

خصلاتها الحالكة منفلتة لتلامس ظهر فستانها الملون بدرجة خافتة من الوردي...المزخرف بالطرز الذهبي في منطقة الصدر و التي كانت ضيقة لمنح الجسم شكلا...ثم ينسدل القماش الحريري المرصع بالزهور و الدانتيل حتى يلامس الأرض الخشبية...و قد حملت كأس نبيذ بيديها المغلفتين بقفازات فضية شفافة... و أذرعها تختفي خلف تلك الأكمام الطويلة و الفضفاضة المصنوعة من الدانتيل الخفيف بتفاصيل ذهبية...
و على عكس خلفية الفستان المنسدلة نحو الخلف... كانت التنورة واسعة و منتفخة تنسدل بلونها الوردي على بياض الدانتيل و القماش...كان قد خيط محيطها من الأسفل بتلك الخيوط الذهبية المزوقة... مانحة رقيا لفستان السهرة...
تراقب تراقص الحضور بالفعل بعد نهاية الرقصة الإفتتاحية للعريسين...ترتشف من كأسها تطرق عليه ممررة أعينها البندقية على سقف الغرفة المزخرف...
و كأنما صبرها قد نفذ بالفعل...
و ما أن لمحت تلك السيدة ذات البشرة البيضاء و التي ملامحها تشابه خاصة العروس...
تقدمت بين الحضور نحوها تلاحظ ذلك التول المخضر المثبت على كتفيها بدبوزين جواهرهما... خضراء لامعة...
و لم يختلف لون فستانها إلا في قتامته رغم القماش المثني الذي يحتل الجزء العلوي بلون فضي...إنعكست عليه تفاصيل الفستان و لونه...
ثم امتداده مع قطع الدانتيل رغم أنه لم يكن منتفخا بل يلامس الأرضية ينساب بخفة عند حركتها...

و قد كان مظهرها يختفي بين ذوي الملابس الرسمية حال عبورهم بين الفينة و الأخرى...
و هي تقف هناك بكأس يملؤه الشراب القاتم تحمله بإهمال كأنما ثقله يدفعها لإخفاض يدها...اما ملامحها فكانت هادئة تراقب ما حولها...

و قد انقطعت لحظة ترقبها حالما شهقت في تفاجئ لتراجع خطواتها...بعد تلك الضربة التي أصابت كتفها مودية بها لتلطيخ الأرضية بمحتوى كأسها...
و وسط ما يملؤها من غيض وجهت نظراتها المحتدة نحو ذي بدلة حمراء قاتمة بتفاصيل ذهبية...

-أأنت خرقاء...

نبرة هادئة تحمل في طياتها السخرية...كانت قد قاطعت عودة بنيتاها نحو والدتها فرفعت بنظراتها المشتعلة في غضب تراقب ملامحه التي لا يمكن أن تخفي هويته...
و رقبته بالكاد تظهر بسبب ياقة البذلة المرتفعة ذات القماش الفخم...ملامحه مكفهرة وسط ما يمنحه من نظرات محتقرة نحوها بزرقة عينيه...
و خصلاته الصفراء القصيرة مصففة بعناية نحو الخلف...حاجباه معقودان و قد صنع ملامح جامدة بثغره...
فنفضت هي ملابسها بتكبر تنبس و قد صنعت ملامح باردة تتخذ نبرة لبقة...

-قد أكون خرقاء لكني أراهن أنك لا تتحلى بأي أدب أيها السيد المحترم!

رفعت صوتها في نوع من الاستهزاء...و قد ارتفع حاجبه لهذا...خاصة أنها تشير لعدم كونه محترما...
و ما جعل انزعاجه يزداد لم يكن سوى نيتها في الإبتعاد متخذة خطوات متغطرسة...مثبثة بصرها على من باتت تبتعد مجددا...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 03 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

صاحبة القناعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن